تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية

الدكتور/ عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري

​​    في وطني يوم التأسيس السعودي مختلف عن غيره من أيام التأسيس العالمية

    (منذ أكثر من ثلاثة قرون  ونحن مع حكامنا سواء.. وسنظل معاً للأبد على نهج البناء والعطاء)

    لقد كتب الله لهذه الدولة العظيمة المباركة أن تتميز برسوخها وقوتها ومتانتها وتماسكها بدءا ببزوغ فجر  تأسيسها حتى يومها هذا، فالقادة العظماء متعاقبون عبر سلسلة مباركة، وسلسلة ذهبية متتابعة، والشعب الكريم الأبي المتوحد مع قادته العظماء؛ هم الشعب الأول منذ الآباء وحتى عاشر الأحفاد، فالأسر هي الأسر، والقلوب هي القلوب، والولاء والانتماء يزيد يوماً بعد يوم، وينبت في الصغير وينمو مع الكبير.

    لقد جاء أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-أيده الله- بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام ذكرى واحتفاء بيوم تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) أتى بتوجه حكيم للاعتزاز بهذا العمق التاريخي الذي خطته هذه الدولة المباركة بارتباط وثيق بين حكامها ومواطنيها، جاء هذا اليوم برسالة لأجيال اليوم وأحفاد المستقبل مفادها: أن ما هم فيه من بريق حياتنا المعاصرة ولمعانها؛ إنما هو انعكاس لوهج جوهر التأسيس الثمين، فالواجب عليهم أن يحافظوا عليه ويفخروا به، وجاء هذا اليوم ملهم لأقلام المفكرين والمثقفين والإعلاميين الوطنيين لتستلهم أقلامهم هذه العراقة الأصيلة وهذا العبق النفيس وأن تأخذ من مداده سطوراً تدونها للمستقبل وتحكيها للعالم. عندما ننظر للمنجزات نجد أنها أكثر من ثلاثمائة سنة مليئة بالتلاحم والترابط والتواصل والحب والوفاء والولاء، كانت قبلها الجزيرة العربية من بعد عصور الخلافة  فترة منسية مؤلمة، فكأن أقلام المؤرخين عزفت عن تسجيل تلك الصفحات المظلمة لما فيها من وحشة، لقد كانت هذه الصورة النمطية القاحلة تغطي أجزاءها،  حتى جاء كرم الله وعطاؤه في عام (1139هـ) بعزيمة وحنكة وجسارة قلب الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، العصامي بطموح يبلغ عنان السماء بأن يشيد إمارة الدرعية؛ لتكون نواة الدولة السعودية الأولى، فاستنهض عزيمته، واستنهض أسرته، واستنهض أتباعه، وتحمل المسؤولية، وسعى لتأسيسها، وعناية الله ترعاه وترعاها حتى أنبتت وأزهرت وآتت ثمارها المباركة، جعل التدوين يعود من جديد يحكي سيرتها الأولى، وهاهم أحفاده يقارعون عنان السماء رفعة وسموا على كافة الأصعدة، وأصبحت دولته الفتية دولة يشار لها بالبنان ضمن مجموعة العشرين (G20)، كما أصبحت بفضل من الله ثم بفضل أبنائها المخلصين ومنهجها المتين دولة تخطب ودها الدول؛ وما نشهده اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ليبرهن بالأرقام متانة وعراقة هذه الدولة وقدرتها على التكيف مع كل التحولات؛ لأنها دولة هدفها بناء الإنسان ونشر السلام، فمنذ أكثر من ثلاثمائة سنة ونحن مع حكامنا سواء وسنظل معاً للأبد على نهج البناء والعطاء؛ فواجب علينا أن نبتهل إلى الله مطلع كل يوم: أن يبارك قادتنا ويجزيهم وأجدادهم الحكام والأئمة السابقين خير الجزاء، وأن ندين لهم بصادق الولاء والطاعة، ونستمد من هذه الذكرى؛ القوة والعزيمة لمواصلة مسيرة البناء والتطور، مستلهمين من تاريخنا المجيد رؤيتنا لمستقبل أكثر إشراقًا. كل عام ووطننا شامخ، ومجده راسخ، وأمجاده تتجدد بروئ طموحة وسياسة حكيمة واقتصاد متين وتعليم نوعي وترابط مجتمعي قوي لا يتغير ولا يتحول. وفي الختام؛ نرفع لولاة أمرنا -حفظهم الله - وللشعب الكريم التهنئة بهذا اليوم لذكراه الراسخة في وجداننا، ونسأل الله أن يجعل هذا البلد آمنا ومباركا.

--
20/08/1446 07:10 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ