تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة معالي رئيس الجامعة

الأستاذ الدكتور/ أحمد بن سالم العامري

​​

     يوم التأسيس...عمق تاريخي وإرث حضاري


     يحتفي وطننا الغالي بيوم تأسيس الدولة السعودية اعتزازاً بذكرى غالية، تجسد العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، وتوثق بداية كتابة التاريخ، وانطلاق ملحمة البناء والتأسيس، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار، لدولة راسخة الجذور، عظيمة الكيان، اختصها المولى -سبحانه- أن تكون مهبط الرسالات، وأرض المقدسات، ومهد الحضارات، واختصت أرضها بالوحدة والأمان، والتاريخ والحضارة، والأصالة والعراقة، والتنمية والمستقبل.


     إن يوم التأسيس من أهم الأحداث في تاريخ وطننا في العصر الحديث، فهو تأكيدٌ لعراقة هذا الوطن الشامخ، وأصالته الممتدة لثلاثة قرون، واعتزازٌ بجذوره الراسخة والضاربة في عمق التاريخ، ووفاءٌ لمجد عظيم، ومسيرة طويلة، وكفاح مستمر، وتضحيات كبيرة، وجهود عظيمة بذلها الأئمة المؤسسون -رحمهم الله- لتأسيس هذا الوطن المبارك، وتحقيق وحدته، وبناء نهضته، وحماية مقدراته، وإرساء أمنه واستقراره، وتوفير رخائه وازدهاره، فقد أقام بنيانه وشيد دعائمه الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله- بتأسيس الدولة السعودية الأولى في النصف الثاني من عام 1139هـ الموافق 22/2/1727م، ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة وطنٍ امتدت لقرون، فقد تولى الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله- الحكم في أوضاع استثنائية عانت منها المنطقة لفترات طويلة، اتصفت بالتفكك والفوضى، والضعف والانقسام، والصراعات وفقدان الأمن، فعقد العزم والنية برؤية نافذة، وإرادة عالية لبدء خطوات التأسيس، ولبنات البناء، فوحد الدرعية، ووطد أمنها، وثبت استقرارها، وبدأ مسيرة التنمية والتطوير من خلال الاهتمام بالأمور الداخلية، وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع، وتقوية لحمته وتماسكه، وتشجيع العلم، ونشر الثقافة والعلوم، وتمكين الاستقلال السياسي، وتعزيز الاستقـرار الإقليمــــي، وتنظيم أمور الدولة الاقتصادية، ودعم مواردها، والحفاظ على مكتسباتها، وصيانة مقدراتها.


     ثم أعاد مسيرتها المباركة وجدَّد دورها الثاني الإمام تركي بن عبد الله - رحمه الله- عام1240هـ، وبعده استرد دورها الثالث الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه – عام 1319هـ، ووحدها باسم المملكة العربية السعودية، وبنى دولة عظيمة لها سيادتها وريادتها، وثقلها ومكانتها، لتشكل هذه المسيرة الممتدة لثلاثة قرون ذكرى وطنية، تتجدد كلَّ عام امتداداً أصيلاً لماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، نستلهم منها القيم والأصالة، والشموخ والاعتزاز، والفكر والمشاعر، والتراث والهوية، وهي مرتكزات تتطلب منا المحافظة على المكتسبات، وصيانة الإنجازات، والسعي إلى تحقيق التطلعات والنجاحات والتمكين.


     ثم سار على نهجه أبناؤه الملوك البررة - رحمهم الله - في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها، وتطوير مؤسساتها، وتنمية مقوماتها حتى بلغت مكانتها العالية، ومنزلتها المستحقة بين دول العالم في شتى المجالات ومختلف الميادين، وفي عهدنا الزاهر عهـــد مولاي خـــادم الحرميـــن الشـــريفين الملـــك ســـلمان بــن عبدالعزيــز آل ســعود -حفظــه الله، شـهد وطننا نهضة حافلة بالإنجازات، ونهضة زاخرةً بالمنجزات، وتنمية مكللة بالنجاحات، في ظل الرؤية الطموحة رؤية السعودية 2030 التي ارتكزت على الماضي، وصنعت الحاضر، وتطلعت للمستقبل من خلال وراثةِ البناء المتراكم، والنماء المكين، والتحولات التاريخية منذ الراية حتى الرؤية.


     مؤكداً أن هذه المناسبة الغالية تتطلب منا القيام بواجباتنا كاملة تجاه قيادتنا ووطننا الذي قام على أسس قويمة مستمدة من العقيدة الصحيحة، ومبادئ العدل والمساواة، وأن نعتز بتاريخنا العريق، وموروثنا الحافل بالتضحية والعطاء والفداء بأن نستذكر التضحيات التي بذلها الأئمة -رحمهم الله- في سبيل توحيد الوطن، ولم الشمل، ووحدة الصف، ونستحضر بطولاتهم الوطنية في صمودهم المشرف للدفاع عنه وحمايته، وأن نبرز جهودهم المباركة في استكمال مسيرة البناء، ورسم مرتكزات النماء، وأن نفاخر بالارتباط الوثيق بيننا وبين قيادتنا منذ عصر التأسيس إلى عهدنا الزاهر.


     كما يجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا في أداء أدوارنا، وتنفيذ مهامنا تجاه وطننا وقيادته، والإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته وتقدمه ونهضته، وأن نحفز أبناءنا وبناتنا نحو العطاء والمعالي باستحضار قيمة هذه المناسبة الوطنية وترسيخها في نفوسهم، ليعرفوا قيمة وطنهم، ويدركوا أن الوحدة والاستقرار والأمن تحققت بعد فضل الله -سبحانه- على يد أئمتنا وقادتنا.


     كذلك من الواجب علينا تذكيرهم بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتنمية المكان، وإنماء الإنسان، فننمي لديهم المواطنة الصالحة، والاعتزاز بالهوية الوطنية، وأهمية الحفاظ على الثوابت، والثبات على المبادئ، وأن نرسخ في نفوسهم الانتماء الوطني الصادق، وتأكيد الطاعة والولاء لقيادتنـا الحكيمـة، والوقوف معهم، والدفاع عنهم، والمحافظة على أمن وطننا وأمانه بالقول والعمل، والذود عنه في جميع الميادين، واستشعار مكانته، والفخر بقيمته ورمزيته بين دول العالم، والوعي بأدواره التاريخية، وتقدير مسؤولياته العالمية، وأن نعزز الوعي الوطني لديهم في التصدي لكل ما من شأنه الإضرار بالوطن والمواطن. 


     حفــظ الله قائــد مســيرتنا مولاي خــادم الحرميــن الشــريفين الملــك ســلمان بــن عبــد العزيــز، وسمو سيدي ولي العهــد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمــد بــن ســلمان – وأيدهما بتوفيقه- وأدام علـى وطننا نعمـة الأمن والأمان والاستقرار والنمــاء.

--
22/08/1446 07:44 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ