تمر بنا كل عام ذكرى غالية على قلوبنا بدأت أحداثها منذ أكثر من ثلاثمائة عام وتحديداً في منصف عام 1139هـ/1727م حيث بزغت شمس يوم جديد للتأسيس لعهد مجيد كان بطلها الإمام محمد بن سعود طيب الله ثراه – ليضع اللبنات الأولى للدولة السعودية الأولى على أساس قوي من الدين والعروبة لبلد يستحق أن يبقى موطناً للنور والهدى وينهي تشرذم وشتات أهله، وعلى الرغم من التحديات التي عصفت بالبلاد ذلك الحين؛ إلا أن الله سبحانه أمد الإمام المؤسس بالحكمة والصبر والعزيمة والإصرار للمضي قدما في بناء دولة تحتوي الجميع، ويحمي بعضها بعضا ويمد بعضها بعضا بالعطاء والنماء، ومن ينظر إلى ما وصل وطننا الغالي من تقدم وازدهار يتيقن أنه لم يكن وليد اللحظة وإنما كان نتيجة تأسيس قوى متين يضمن التقدم والمسير في طريق المجد ليكون بذلك بلدنا صرحاً يفخر ويزخر بطاقاته وموارده وأصالته وعراقته بين الأمم وأصبح وطناً يُفاخر به إقليمياً وعالمياً في النجاح والاستدامة، وقد قضى الإمام المؤسس أربعين عاماً من عمره، قبل أنا يلقى ربه، في تأسيس هذا الوطن الغالي علينا جميعا، رحم الله الإمام البطل محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب وجزاهما عنا خير الجزاء.
وفي هذه الذكرى العظيمة لاتسعنا عبارات ومفردات الشكر لله – عز وجل – ثم لمؤسس الدولة السعودية الذي جعله الله سبباً لما نرفل فيه من النعم والرخاء والاستقرار، ونسأل الله العظيم أن يرحم الإمام المؤسس وأن يرحم أجدادنا الذين أعانوه على توحيد هذه البلاد تحت راية التوحيد.