عانت الجزيرة العربية وعلى عدة قرون من الانقسامات وتنازع السلطة لعدة جهات، وإن المطلع على ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة عالمية لا يضاهيها بلد عربي آخر ليتساءل عن بداية نشأة هذه الدولة المباركة، والتي غيرت واقع الجزيرة العربية من صحراء قاحلة، ومناطق متناحرة، ونزاعات متجددة، وقبائل متفرقة إلى دولة موحدة، يهنأ فيها سكانها، بعدل ومساواة، وحياة اجتماعية واقتصادية يفتقدها أكثر بلدان العالم الحديث، ورعاية صحية مجانية لا يجدها أغلب مواطنوا الدول العظمى، ومكانة سياسية يفخر بها كل منتسب لهذه البلاد المباركة.
إن الثاني والعشرين من فبراير من العام ألف وسبعمائة وسبعة وعشرين يوم يرمز إلى عمق تاريخي وحضاري وثقافي؛ حيث إنه اليوم الذي بدأت فيه انطلاقة تأسيس هذه الدولة المباركة على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، حين أعلن انطلاق وتأسيس الدولة السعودية الأولى، بذرة الوحدة الوطنية، وبداية مسيرة البناء والازدهار والاستقلال السياسي.
إن استذكار هذا اليوم وما اكتنفه من تضحيات قادات الدولة السعودية على مراحلها، والتفاف شعبها حول مؤسسها وقادتها من بعده، ليغرس في نفوس أبناء هذا الوطن عظيم التضحيات التي قدمها قادة الدولة منذ نشأتها لأجل ما يعيشه مواطنوه من رغد عيش، واستقرار، وأمان، ومكانة في هذا الزمن، وأهمية التفاف مواطنوه خلف قادته لاستمرار نموه وتطوره وعلو مكانته.
وإني بهذه المناسبة يسرني باسمي ونيابة عن زملائي وزميلاتي منسوبي فرع الكلية التطبيقية بحريملاء أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بهذه المناسبة العظيمة، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد قادتها، وأمنها، واستقرارها، وأن يديم شموخ وعلو بلادنا في كافة الميادين.