فإن يوم تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله يوم أعزّ الله تعالى فيه هذه البلاد وأهلها، إذ كان بداية التحول من حال الشتات والفرقة، والجهل والخرافة، والجور والظلم، والجوع والخوف، إلى نعمة الاجتماع والأمن، والعلم والبصيرة، والسعة ورغد العيش، والالتفاف أمةً واحدة حول القيادة؛ لذلك نص الأمر الملكي الكريم على أن يوم التأسيس يأتي "اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها"ـ
فلله الحمد والمنة على ما حبا به هذه البلاد المباركة من نعم الدين والدنيا في ظلال الدولة السعودية الأولى مروراً بالدولة السعودية الثانية وصولاً إلى هذا العهد الزاهر، الزاخر بالمنجزات، المتبوئ منصب الريادة والقيادة إقليمياً ودولياً.
إن ماضي بلادنا العريق وحاضرَها المجيد ليوجبان علينا أن نبذل الجهد في الحفاظ على المكتسبات، والاستمرارِ في البناء، ملتفّين حول قيادتنِا، معتصمينَ بدستورنا كتابِ الله وسنةِ رسولهِ ﷺ، مستمسكين بالوسطيةِ التي اختارها الله لنا، بعيداً عن الغلو والانحلال، حذرين من كل فكرٍ ومنهجٍ ضال.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وجزاهما خير الجزاء، وحفظ هذه البلاد آمنة مطمئنة. والحمد لله رب العالمين.