تعود الأيام وتتكرر المناسبات ويبقى أعذبها ذكراً وأجملها ذكرى تلك المناسبات التي خطّت اسمها في صفحات الأيام، وتلك البدايات الراسخة والملاحم الشامخة التي تؤكد على التأريخ العريق، والمجد الأصيل؛ تأريخ ينبض أصالة وعراقة، يقوم على كفاح الأجداد وهمة الأحفاد، تأريخ يُبنى على ماضٍ وحاضرٍ ومستقبل:
ماضٍ لا يمكن أن يمحوه الزمن، ولا يطمسه النسيان؛ لأنه يعيش في كوامن القلوب ويتجدد بتجدد الأيام، كأن له قلب ينبض في كل حين. ماضٍ يذكرنا بتضحيات أرواحٍ مضى عليها الزمن فخطّت كل روح ما يناسبها على هذه الأرض ومضت؛ نعم مضت وبقي الكفاح لحفظ الوطن، والتضحية لاستقراره والتنعم بخيراته. ماضٍ يقدم صورة مشرقة عن رجال أفذاذٍ أسّسوا هذه البلاد باعوا فيها النفس والنفيس.
وحاضرٍ مشرق واعد يسعى للوصول إلى مملكة شامخة ودولة صامدة ومدنية عامرة من خلال استثمارات فعّالة، تقوم على رؤيةٍ مباركة وعزمٍ صادق وعملٍ دؤوب وهمةٍ عالية تؤسسها القيادة ويتبناها الأفراد والمؤسسات.
ومستقبلٍ واعد ومشرق يعد بمزيد من الخير والنماء من خلال انطلاقة وثّابة نحو التنمية الشاملة التي تنطلق من ثوابتنا الشرعية، وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها الثرية، تتواكب مع مستجدات العصر ومتطلباته، وتتواءم مع احتياجات التنمية المتسارعة والمتجددة لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه .
يأتي يوم التأسيس ليذكرنا بهذا الطريق الذي مرّ به أسلافنا قبل أن يصلوا إلى الذروة .
يأتي يوم التأسيس ليكون صبح الدولة السعودية ومولد أمجادها .
يأتي يوم التأسيس لهذا العام ليؤكد على رؤيتنا التي أعلنتها قيادتنا " لسنا قلقون على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، قادرون على أن نصنعه - بعون الله - بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها، لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم ، بل علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام" وشاركتها جامعتنا " في يوم التأسيس نستذكر الأمجاد ونعتز بالتاريخ"
أدام الله عقيدتنا وعزّنا وقيادتنا، وحفظ علينا أمننا وأماننا.