​​​​​​الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

تعيش مملكتنا الغالية هذه الأيام الذكرى العظيمة لتأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله في يومٍ يُعد نقطة تحول كبرى في تاريخ الجزيرة العربية، فقد كان نواة ائتلاف القلوب واجتماع الكلمة تحت لواء واحد، وتحقيقاً لحلمٍ طالما راود أجدادنا في أرض الجزيرة العربية بأن يكون في قلبها دولة تجمع الشتات، وتوحد الصف تحت راية واحدة وقيادة عربية إسلامية أصيلة، فكان الأمر والفضل من الله سبحانه على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى.

وكانت هذه انطلاقةً مباركةً لرفع راية التوحيد منذ العام 1139هـ -1727م، حتى أتم الله لهذه الدولة أكثر من ثلاثة قرون، تخللتها أحداث وتحديات عظيمة ، وتوالت الإنجازات والتضحيات حتى جاء مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- بتوفيق الله جل وعلا، ثم بعزمه وإصراره، فاستكمل المسيرة لتتوالى النجاحات والنمو والازدهار على يده ومن  بعده ملوك هذه الدولة العظيمة  لننعم نحن اليوم باستقرار وأمن وأمان وخير ورخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله.

ونحن إذ نذكر هذا الماضي العظيم وما تخلله من تضحيات فإنه يجب علينا أن نحمد الله جل وعلا على النعمة الحقيقية وهي وجود وطن آمن وقيادة رشيدة، وأن نسأله – سبحانه- بأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وأن يحفظ قيادتنا وولاة أمرنا، ويوفقهم لما فيه الخير.