تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 يوم التأسيس...تاريخ وطن وميعاد أمجاد

كلمة معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د. أحمد بن سالم العامري

​​ يحتفي وطننا الغالي بيوم تأسيس الدولة السعودية تخليداً لذكرى مجيدة في نفوسنا، نستذكر فيها الملاحم البطولية، والتضحيات الكبيرة، والجهود العظيمة التي بذلها الأئمة المؤسسون -رحمهم الله- في سبيل تأسيس هذا الوطن المبارك، وتحقيق وحدته، وبناء نهضته، وحماية مقدراته، واستتباب أمنه واستقراره، وتوفير رخائه وازدهاره، وإرساء مقومات عيشه الكريم، وخيره الوارف لمواطنيه.

إن يوم التأسيس يوم خالد من أيام وطننا الغالي، يتجدد كل عام امتدادًا لماضينا التليد، وحاضرنا المجيد، يتجسد فيه وفاء الملوك للأئمة المؤسسين، وفخر الأحفاد بالأجداد، ونستلهم منه معاني الاعتزاز والشموخ بوطن عظيم، وقيادة حكيمة، وشعب وفي، ونتذكر فيه مسيرة الكفاح والتضحيات التي بُذلت لأجل هذا الوطن العظيم، لننعم بخيراته ونتفيأ بظلاله، ولذلك فإن الذكرى التاريخية ليوم التأسيس هي اعتزاز بجذورنا الراسخة، وتجسيد لهويتنا السعودية، وفخر بعراقة تاريخنا الممتد لثلاثة قرون، وتأكيد لعمقه السياسي والحضاري والثقافي، ودلالة على علو شأنه، وسمو مكانته، التي أرسى بنيانها وشيد دعائمها الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله- بتأسيس الدولة السعودية الأولى في النصف الثاني من عام 1139هـ الموافق 22/2/1727م، فمنذ ذلك التاريخ بدأت كتابة مسيرة تاريخ وطن وميعاد أمجاد، فقد تولى الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله- الحكم في أوضاع استثنائية عانت منها المنطقة لفترات طويلة، اتصفت بالضعف والانقسام، والتفكك والفوضى، والنزاع وفقدان الأمن، فعقد العزم بنية صادقة، ورؤية نافذة، وإرادة عالية أن يواجه الانقسامات، ويتصدى للمشكلات، فتغلب بتوفيق من الله -سبحانه – بحكمة القائد، وعزيمة الفارس على التحديات، وتخطى العقبات، ووحد الدرعية، ووطد الأمن، وثبت الاستقرار، وبدأ مسيرة التنمية والتطوير من خلال الاهتمام بالأمور الداخلية، وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع، وتقوية لحمته وتماسكه، وتشجيع العلم، ونشر الثقافة، وتمكين الاستقلال السياسي، وتعزيز الاستقـرار الإقليمــــي، وتنظيم أمور الدولة الاقتصادية، ودعم مواردها، والحفاظ على مكتسباتها، وصيانة مقدراتها.

ثم أعاد مسيرتها المباركة الثانية الإمام تركي بن عبد الله - رحمه الله - عام1240هـ، وبعده استرد دورها الثالث الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه – عام 1319هـ، ووحدها باسم المملكة العربية السعودية، وبنى دولة عظيمة لها سيادتها وريادتها، ورسالتها وإنجازاتها، وسار على نهجه أبناؤه الملوك البررة - رحمهم الله - في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها، وتطوير مؤسساتها، وتنمية مقوماتها حتى بلغت مكانتها العالية، ومنزلتها المستحقة بين دول العالم في شتى المجالات ومختلف الميادين.

وفي عهدنا الميمون عهـــد مولاي خـــادم الحرميـــن الشـــريفين الملـــك ســـلمان بــن عبدالعزيــز آل ســعود -حفظــه الله، شـهد وطننا إنجازات تنموية كبرى، ومنجزات تطويرية عظمى تقودها قيادة حكيمة، ورؤية طموحة، تميزت بالشمولية والتكامل في جميع جوانبها لتنمية الوطن ورفاهية المواطن، وتحسين جودة الحياة، وبناء مستقبل طموح لأبنائه، فصنعت الحاضر، وحققت الحلم، ونهضت بالوطن إلى مجالات أوسع، وآفاق أرحب.

مؤكداً أن هذه المناسبة الغالية تتطلب منا القيام بواجباتنا بأن نستشعر نعمة وطننا الذي قام على ركائز العقيدة الصحيحة والمبادئ السامية، وأن نعتز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، كما يجب علينا الفخر بتاريخنا العريق، وموروثنا الحافل بالتضحية والعطاء والفداء بأن نستذكر التضحيات التي بذلها الأئمة -رحمهم الله- في سبيل توحيد الوطن، ولم الشمل، ووحدة الصف، ونستحضر بطولاتهم الوطنية في صمودهم المشرف للدفاع عنه وحمايته، وأن نبرز جهودهم المباركة في استكمال مسيرة البناء، ورسم مرتكزات النماء، وأن نفاخر بالارتباط الوثيق بيننا وبين قيادتنا منذ عصر التأسيس إلى هذا العهد الزاهر الميمون.

وعليه، يجب علينا تحمل مسؤولياتنا في أداء أدوارنا، وتنفيذ مهامنا تجاه وطننا وقيادته، والإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته وتقدمه ونهضته.

كما تستلزم منا هذه المناسبة الخالدة استحضار قيمها الوطنية وترسيخها في نفوس أبنائنا وبناتنا؛ ليعرفوا قيمة وطنهم وعمقه التاريخي والحضاري والثقافي، ويدركوا أن الوحدة والاستقرار والأمن تحققت بعد فضل الله سبحانه على يد أئمتنا وقادتنا، كذلك من الواجب علينا تذكيرهم بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتنمية الإنسان وعمارة المكان، وأن ننمي لديهم المواطنة الصالحة، والاعتزاز بالهوية الوطنية، وأهمية الحفاظ على الثوابت، والثبات على المبادئ، وأن نرسخ في نفوسهم الانتماء الوطني الصادق، وتأكيد الطاعة والولاء لقيادتنـا الحكيمـة، والوقوف معهم، والدفاع عنهم، والمحافظة على أمن وطننا وأمانه بالقول والعمل، والذود عنه في جميع الميادين، واستشعار مكانته، والفخر بقيمه و رمزيته​ بين دول العالم، والوعي بأدواره التاريخية، وتقدير مسؤولياته العالمية، وأن نعزز الوعي الوطني لديهم في التصدي للشائعات الكاذبة، والشعارات الزائفة، والدعوات الضالة، والفتن المضلة من دعاة السوء والفرقة والاختلاف بقصد الإضرار بالوطن والمواطن.

حفــظ الله قائــد مســيرتنا مولاي خــادم الحرميــن الشــريفين الملــك ســلمان بــن عبــد العزيــز، وسمو سيدي ولي العهــد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمــد بــن ســلمان – حفظهم الله – وأدام علـى وطننا نعمـة الأمن والأمان والاستقرار والنمــاء.​

--
10/08/1445 11:57 ص
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ
    الأحد 08/08/1445 هـ 18/02/2024 م
    المصدر:الإدارة العامة للإعلام والاتصال
    التقييم:
    الكلمات الدلالية