تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 عمادة البحث العلمي تقيم عدداً من البرامج العلمية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء

 

أقامت عمادة البحث العلمي عدداً من البرامج والفعاليات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء من خلال وحدة البحوث بالكلية، وكان طليعة تلك البرامج محاضرة بعنوان مصادر البيانات للنباتات المهددة بالانقراض في المملكة العربية السعودية، ألقاها عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا الدكتور سعيد بن محمد القرني، وتناول في محاضرته الطبيعة المناخية للمملكة العربية السعودية، وأنها تقع ضمن النطاق الصحراوي الجاف, والذي يمتاز بشدة حرارته وجفافه صيفاً، ودفئه في أغلب فترات الشتاء؛ ويستثنى من ذلك: الجزء الجنوبي الغربي حيث قمم جبال السروات العالية، والتي يصل ارتفاع كثير منها 2000م فوق مستوى سطح البحر, كما أنها تتلقى كميةً لا بأس بها من الأمطار تتراوح بين 300 و 500 ملم سنوياً. أما البيئات الساحلية على الخليج العربي، فتمتاز بتوفر المياه الجيولوجية, في حين أن سهول تُهامة ينصرف إليها الكثير من الأودية القادمة من الحافة الانكسارية. 

وبين الدكتور القرني أن التنوع الواضح في بيئات المملكة العربية السعودية, قد انعكس في التنوع الجيد في الغطاء النباتي واختلاف كثافته من مكان لآخر, وذكر أن جاكوب يشير (Jacop 2011) أن عدد الأنواع النباتية المسجلة في المملكة تبلغ نحو 2282 نوعاً نباتياً, 70% منها ينمو في جنوب غربي البلاد.

  كما أشار في المحاضرة  إلى أن الغطاء النباتي في المملكة العربية السعودية حظي بقدر جيد من الدراسات, والتي تعد مصدراً مهماً للمختصين في الجغرافيا الحيوية وبقية العلوم البيئية، وأنه من خلال قراءة هذه الأدبيات العلمية يتضح أنها ركزت على جرد وتسجيل الأنواع النباتية والبيئات التي تعيش بها مثل كولونيت (1985م) والوليعي (1417هـ) وشودري (1999م) والنافع (1424هـ), في حين أن الدراسات التحليلية؛ لتحديد التردد والتغطية والكثافة، والتي من خلالها يستنتج حالة الغطاء النباتي، وأي منه سائد، وتحديد النوع الناد في قليل الوجود كان أقل حضوراً.

 كما بين في المحاضرة أن الاتحاد العالمي لصون الطبيعة  (IUCN) يعد الجهة الرسمية المعنية بتحديد الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض؛ ولتسهيل ذلك تم اصدار دليل عملي يحدد المصطلحات، ويضع المعايير العلمية الدقيقة لتقييم الكائن الحي ليوضع في الفئة المناسبة لحالته في بيئته الطبيعية.

 كما بين الدكتور القرني أنه من خلال مراجعة الأدبيات العلمية المختصة بالغطاء النباتي في المملكة العربية السعودية ومقارنتها بما هو مسجل لدى الاتحاد العالمي لصون الطبيعة اتضح أن هناك بعض الأنواع التي وضعت ضمن القائمة الحمراء Red list المهددة بالانقراض على نطاق عالمي ومنها على سبيل المثال: الخزم Dracaena ombet, والطلح (الكنهبل) Acacia negrii,  أما على المستوى الاقليمي فهناك أنواع أصبحت مهددة بالانقراض بناء على ما توصلت إليه بعض الدراسات  الصادرة من وزارة والبيئة والمياه والزراعة, وهيئة الحياة الفطرية وبعض المختصين في علم النبات ومن هذه الأنواع اللَّبخ Mimusops Laurifolia, والرُّقَّع Ficus vasta. وبعد عرض مصادر البيانات للنبات المهددة بالانقراض جاءت مداخلات الأساتذة واستفساراتهم حول الموضوع والتي تمت الإجابة عليها من المحاضر، وفي نهاية المحاضرة سلم عميد كلية الشريعة سابقاً وعضو وحدة البحوث بالكلية الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر الملحم درعاً من عمادة البحث العلمي للدكتور محمد بن سعيد القرني.

كما أقيمت ندوة في قسم الإدارة بالكلية بعنوان: "كيفية الكتابة والنشر للأوراق العلمية في المجلات والمؤتمرات" شارك فيها كل من الدكتور سلمان بن صالح الدحيلان، والدكتور أحمد حامد محمود عبدالحليم، وابتدأت الندوة بحديث للدكتور سلمان عن أهمية البحث العلمي، وأنه من أهم وسائل التنمية والتطوير؛ وقال: اهتمت به الدول المتقدمة نظراً لما تقدمه هذه البحوث من حلول للعديد من المشكلات، وهذا يساعد في تحسين الإنتاجية وتنمية المجتمع، كما أن البحث العلمي من القضايا العصرية التي نالت جل اهتمام الكثير من بلدان العالم المتطور، حيث بذل الغالي والنفيس في سبيل رفع مستوي هذا المجال الحيوي في شتي مناحي الحياة، لذلك فإن مواكبة الأمم المتحضرة في مجال البحث العلمي أصبح من الأولويات، بل ومن المطالب القومية في جميع السياسات العامة في سائر المجتمعات البشرية. ومن هنا، فإن تلك المجتمعات تعلق آمالاً كبيرة في تقدمها وتطورها على مؤسساتها الاجتماعية الرفيعة كالجامعات التي ترتكز في تنظيمها وممارستها علي البحث العلمي، والبحث العلمي ما زال يعاني كثيراً من العقبات والمحددات التي تؤثر بشكل كبير في نوعية وكمية البحوث المقدمة، كما أن قلة الاستفادة من البحوث التي يقوم بها الأكاديميون من قبل الجهات والمؤسسات سواءً الحكومية أو الخاصة قد يكون عاملاً إضافياً في العزوف عن إجراء الدراسات والبحوث عند بعض هؤلاء الأكاديميين، كما أن مهارة كتابة البحث العلمي تأتي كعقبة كبيرة عند كثير من الباحثين، فبالرغم من أن العديد من الباحثين لديهم قدرة ومهارة في تصميم الإعداد والإشراف علي البحوث العلمية، إلا أنهم يفتقدون إلي مهارة إخراج هذه البحوث بالطريقة السليمة والمتقنة حتى يمكن نشرها في مجلات علمية ذات مستوي رصين، ومن أسباب ضعف كتابة البحث العلمي، الضعف في أساسيات الكتابة العلمية بالإضافة إلي قلة الممارسة.

وثم تحدث عن الورقة العلمية المقدمة للمجلات والمؤتمرات، وتمثلت النقاط الرئيسية التي  تعرض لها في الآتي:- أولاً: ما المقصود بالورقة العلمية؟ وما هي أهميتها للبحث العلمي؟ ثانياً: متى نكتب؟ ولمن نكتب؟ وكيف نكتب؟ ورقة علمية وننسقها وفق معايير الكتابة العلمية. ثالثاً: التعرف على كيفية تصنيف الورقات العلمية واختيار المجلات المناسبة والبحث عنها بقواعد البيانات. رابعاً: نصائح  عامة قبل النشر لتجنب الرفض . خامساً: كيفية تسليم الورقة بشكل سليم للمجلة المعنية. سادساً: كيفية التعامل مع قرارات المحكمين.

ثم تحدث المشارك الآخر في الندوة الدكتور أحمد حامد محمود عن أسباب رفض الورقة البحثية من المجلات أو المؤتمرات وذكر عدداً من الأسباب منها: كون الورقة البحثية ليست ضمن أهدف ونطاق المجلة، أو أنها ناقصة وغير مكتملة، أو ذات محتوى علمي مفكك، أو لوجود عيوب في منهجية البحث وأساليب التحليل الاحصائي، أو لكون الاستنتاجات النهائية لا تتوافق مع أهداف وتساؤلات البحث، كما تطرق إلى المشاكل المالية والإدارية التي تواجه البحث العلمي، وذكر منها: مشكلة ضعف الانفاق المخصص للبحث العلمي، وضعف مساهمة القطاع الخاص في دعمه، واستحواذ الميزانيات الإدارية على النصيب الأوفر من المخصصات الجامعية، وقلة العمل البحثي الجماعي، وعدم ربط الأبحاث العلمية بخطط التنمية المتبعة في الدولة.

وفي الختام فتح المجال لمداخلات الأساتذة بالتعقيب والإثراء والحوار فيما تم طرحه في الندوة، ثم تسلم كل من الأستاذين درعاً من عمادة البحث العلمي سلمه لهما عضو هيئة التدريس بالقسم، ورئيس قسم الإدارة سابقاً الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالله الملحم

كما أقامت عمادة البحث العلمي محاضرة في قسم الشريعة بعنوان: "طرق ابتكار عناوين بحوث الترقية" للأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن السلطان بين في مطلع حديثه معنى الابتكار، وأنه المقدرة على تطوير فكرة، أو عمل، أو تصميم، أو أسلوب بطريقة أفضل وأيسر.

كما بين أن الجدة والابتكار لا يعني أن يكون الموضوع غير مطروق من قبل، وأن ما يتناوله الباحثون في أبحاثهم لا يخرج إما : أن يكون اختراع معدوم، أو جمع مفترق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مختلط، أو تعيين مبهم، أو تبيين خطأ، وذكر أن هناك فرقاً بين عنوان البحث، وموضوعه: فالموضوع هو: المحتوى الذي نتكلم عنه، والعنوان هو: الاسم الذي يعرف به الموضوع .

كما تطرق في حديثه إلى مرحلة اختيار الموضوع المناسب للبحث:  وأنها من أصعب المراحل التي تصيب الباحثين بالحيرة والتردد، وأن للمتخصصين في كل حقل من حقول المعرفة ابتكار الطرق التي تفتح أمام الباحثين آفاقاً جديدةً للباحثين في هذا التخصص أو ذاك، ثم تناول بعض الطرق المعينة على اختيار موضوعات البحوث العلمية، وقسمها إلى طريقين: الطريق الأول : من الباحث نفسه، وهذا هو الطريق الطبيعي، والأنسب ، والطريق الثاني: من غير الباحث، كإرشاد أحد المتخصصين، أو الجهات المستكتبة، أو محاور مؤتمر معين.

ثم تحدث عن بعض الطرق المبتكرة في اختيار الباحث لموضوعات البحث، وذكر منها خمسة طرق: الطريق الأول : تحديد فجوة البحث العلمي وبين أن فجوة البحث العلمي : هي مشكلة لم يوجد لها حل بعد، أو منطقة لم يتم بعد استكشافها، و دراستها في مجال البحث العلمي يستلزم قيام الباحث بشيء غير مكرر و الخروج بنتائج جديدة لم يُسبق الوصول إليها، وللوصول لنتائج جديدة غير مسبوقة، لابد من تحديد الفجوة في مجال البحث العلمي و التي سيقوم الباحث باستهدافها ومحاولة تقليل هذه الفجوة أو سدّها بالكامل، و ذلك من خلال إيجاد حل للمشكلة (إذا كانت مشكلة قائمة) أو اقتراح شيء جديد، أما الطريق الثاني فهو قلب المواضيع والمراد بها قلب الكلمات، والجمل والعناوين . مثاله : جمال الطبيعة، تقلبها إلى طبيعة الجمال ، وأزمة الاستثمار  تقلبها إلى استثمار الأزمات، وحقوق الراعي على الرعية نقلبه إلى حقوق الرعية على الراعي، والتعزيرات البدنية نقول التعزيرات غير البدنية، ودلالة الألفاظ على الأحكام عند الحنفية وأثرها - طرق دلالة الألفاظ على الأحكام عند الجمهور وأثرها، والطريق الثالث : تصغير المواضيع: بأن نقوم بتصغير موضوع كبير في لفظه أو معناه ، مثاله : أحكام قراءة القرآن نقول أحكام قراءة القرآن في كتاب المغني، وزكاة المصانع نقول زكاة المصانع عند الحنابلة، ونوازل العبادات نقول نوازل الصلاة او نوازل الحج، الطريق الرابع : تكبير المواضيع: بأن نأتي إلى موضوع صغير ثم نقوم بتكبيرة ليكون على مستوى بحث، والتكبير قد يكون بتعميم الموضوع أو بتكبير فكرته، بأن نجد بحث ترقية صغير في مسألة معينة فنقوم بتعميم الموضوع وتكبيره مثال أحكام الطفل في باب الصلاة نقوم بتكبيره إلى أحكام الطفل في أبواب العبادات، الطريق الخامس: قسيم الموضوع: مثاله:  أحكام الرجل قسيمه أحكام المرأة، وآثار عقود التبرعات في الفقه الإسلامي قسيمها هو آثار عقود المعاوضات في الفقه الإسلامي، وأثر التداوي في الصيام، قسيمه أثر التداوي في الصلاة، والأدلة العقلية عند الإمام مالك، قسيمه الأدلة الشرعية عند الإمام مالك.

بعدها اتيحت الفرصة لمدخلات الأساتذة حول الموضوع بالإضافة وطرح التساؤلات حول الموضوع، ثم تسلم الأستاذ الدكتور عبدالله السلطان درعاً من عمادة البحث العلمي سلمه له رئيس قسم الشريعة، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المحيسن.

من جانبه، رفع رئيس وحدة البحوث الدكتور عبدالكريم بن محمد السماعيل، وأعضاء وحدة البحوث شكرهم وتقديرهم لعمادة البحث العلمي لرعايتها لهذه الأنشطة العلمية النافعة، ولعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء والأقسام العلمية فيها لدعمها وتشجيعها، ولإدارة الجامعة بالرياض على ما تبذله من جهود كبيرة في نشر العلم وخدمة البحث العلمي.  ​

--
22/08/1439 03:17 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2034-1969-1518-2167-2173-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ