تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 معالي الشيخ صالح الفوزان يلتقي طلبة جامعة الامام في ندوة علمية بعنوان (مسؤولية الشباب عن دينهم ووطنهم )

 

 

اعتبر عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان أن جامعة الإمام قلعة حصينة وحامية للعقيدة ووريثة الدعوة بمقرراتها ومدرسيها وطلابها ، وهي الجامعة التي قامت على أساس الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، ولم تقم على مطامع دنيوية أو سلطة، بل غايتها التوحيد وتحقيق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله مشيراً إلى أنها دعوة تتميز بالتوسط والعدالة والحق .

جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها البرنامج التوعوي (آمن) وألقاها فضيلة الشيخ صالح الفوزان تحت عنوان : (مسؤولية الشباب عن دينهم ووطنهم) يوم الثلاثاء 7/3/1438هـ في جامع خادم الحرمين الشريفين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بحضور معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل .

وبين فضيلة الشيخ الفوزان : ان طلاب جامعة الإمام في مقدمة الصفوف الذين سيقودون هذه الأمة بإذن الله ، وسيدافعون عنها ، وعين دينها وعقيدتها لاسيما في وقت يحارب فيه المسلمين من قبل الأعداء والحاقدين في مشارق الأرض ومغاربها على هذه البلاد وعلى هذا الدين ، مالم يتمسكوا بالسلاح الكافي الذي ينتصرون به على أعداء الدين إذا تمسكوا به وحملوه حملاً صحيحاً ألا وهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما عليه سلف هذه الأمة ، وسيرة السلف الصالح ، وما عداه فهو اكاذيب وأباطيل قال تعالى ( بل نقذف بالحق على الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) وقال تعالى ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .

وأضاف فضيلة الشيخ الفوزان  أن واجب الشباب نحو الإسلام والوطن واجب شرعي وعليهم أن يسعوا لعظمته  ورقيه ، فهي غاية كل مسؤول غيور يريد أن يصل إلى قمة المجد والعلى، وهذا من أنبل الواجبات ، وأن إثما ما دونه كل إثم أن ينصرف أبناء الوطن عن القيام بحقوقه الشرعية في الدفاع عنه ، وتكون أبلغ الجهود وأنبل المساعي لخير رفعة الدين والعمل لمجد الوطن ، ففي رفعة الدين والوطن رفعتهم ، وفي ذلة وشقائه ضعفهم وشقاؤهم ، فحب الوطن ، والارتباط به ، والدفاع عنه ، اعظم مسؤولية تجاهه ، وهذا الإحساس مأمور به في الإسلام ، وعلى المرء أن يضحي بكل شيء من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والوطن ، وهذا من أسمى ما يمكن أن تقوم به الأجيال ، حفاظا على وحدته وتربته ، ومقدساته ، وإن من أول واجبات الشباب تجاه هذا العمل التمسك بالدين الإسلامي ونشره وحفظه ، والدفاع عنه والانتساب إليه ، والتحلي بأخلاقه ، واعتباره ذلك شيئا أساسيا في حياة الشباب ، فهو طهارة للنفس، وتهيئة للروح ، وتزكية لها .

وأوضح الشيخ الفوزان أن على الشباب المسلم أن يستشعر المسؤولية ، وأن يعلم أنه مسؤول أمام الله عن هذه المرحلة الحيوية الهامة من عمره ، وأن الله سائله يوم القيامة عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه" فعليه أن يُحضِّر لهذا السؤال الخطير جواباً ، كيف أنفق سنوات عمره ،  لابد أن يراعي هذا وأن يشعر أنه مسؤول  عن دينه وعن وطنه ، وعلى الشاب المسلم أن يعتز بهذا الإسلام ، ويؤمن بكماله وعظمته وأن الله أكرمه بخير كتاب أُنزل، وبخير نبي أُرسل، وبخير دين شُرِع ، وعلى المسلم أن يشعر بالاعتزاز ، كما كان المسلمون الأولون  قال تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) .

وأضاف الشيخ الفوزان إن واجب الحفاظ على الدين والدفاع عنه وعن مكتسبات هذا الوطن تقع مسؤوليته على الجميع بدون استثناء فليست محصورة على فئة معينة كما يعتقد البعض، فكل من ينعم بهذا الأمن له سهم فيه وفي الحفاظ عليه ، كما أن علي الجميع مسؤوليات تجاه أمته ووطنه والحفاظ على الأمن والدفاع عنه ومحاربة من يهدده ، أو ما يهدده من أفكار وأفعال ، ونحن نرى جميعاً ما تتعرض له بلادنا وعقيدتنا من هجمة شرسة يخطط لها أعداؤنا في الخارج ، وكلنا نقرأ ما سطر لنا التاريخ من هزائم مرت بها الأمة الإسلامية وكان من أهم أسبابها تخاذل المسلمين عن أداء واجباتهم تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم  قال تعالى ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )  لهذا علينا الاستفادة جميعاً من هذه الدروس وهذه العبر وأن نتصدى لهذه الهجمة وهذه الحرب بجسد واحد وعزيمة واحدة وإيمان صادق تحت قيادتنا الرشيدة التي ما فتأت تدافع عن عقيدة هذه البلاد وأمنها ووحدتها واستقرارها.

وأضاف الشيخ الفوزان أن علينا جميعاً أن نجعل المحافظة على عقيدتنا والمحافظة على أمتنا نصب أعيننا وأن نتواصى بالحفاظ عليها في كل محفل وفي كل مناسبة ، وأن نكون يداً واحدة وجسداً واحداً في وجه كل من يحاول المساس بها أو تعكير صفوها ، وفي هذا الجانب لا مكان بيننا للمجاملة أو المداهنة أو التقاعس، فليس على الإنسان أغلى من عقيدته ووطنه وأمنه وأمته ، وعلينا السمع والطاعة لولاة الأمر - حفظهم الله - ، ولزوم جماعة المسلمين والالتفاف حول العلماء الذين عرفوا بالعلم والفضل والاستقامة على طاعة الله ، وتقوى الله عز وجل في السر والعلن فإن من اتق الله كفاه وحماه من كل سوء ومكروه ، والالتفاف حول علماء المسلمين ، والتحذير من رفقاء السوء فالمرء على دين خليله ، والتحذير من إتباع الهوى ،  وأن على الجميع مسؤولية  تبصير المسلمين بواجبهم والعلماء فيهم خاصة في بيان الحق والتحذير من الباطل وأتباع أسلوب الموعظة الحسنة والبعد عن الحماس المفرط الذي يفسد أكثر مما يصلح والمعالجة بالعقل والحكمة ، والرد على الشبه والأباطيل التي يعلنها أولئك المنحرفون الضالون لبيان زيفها وكذبها ، والدعاء لمن ضل من المسلمين بالهداية ، وحث المسلمين عامةً على القيام بشكر الله على نعمة الإسلام والأمن في الأوطان والمحافظة عليها .

 وفي الختام سأل الشيخ الفوزان  الله عزوجل  للجميع الهداية والنصر والتوفيق والعلم النافع والعمل الصالح ، ثم أجاب فضيلته على أسئلة الحضور .

--
22/08/1439 03:16 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2060-2059-2057-2055-2054-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ