تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 معالي مدير جامعة الإمام يُحذّر الطلاب من الشائعات

 

 

حذر معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضوهيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل طلاب الجامعة من الشائعات والأقاويل التي يتحدث بها بعض الناس من أجل الإرجاف وإخافة الآمنين وإفساد أحوال المجتمعات، وبين أن الله عز وجل حذر من ذلك وبين الخطر المترتب على هذه الشائعات والأقاويل والأخبار التي يطلقها ضعاف العقول ويتلقفها الناس عن قصد أو من غير قصد، مستشهداً بقول الله تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمْنِ أَو الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ ولولا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتبعتم الشَّيْطَانَ إلا قليلا ).

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم الجمعة 1438/4/8هـ في جامع اسكان الطلاب في المدينة الجامعية، كما أكد خلال الخطبة على ضرورة لزوم جماعة المسلمين، وقال: هو أمر واجب بشريعة الله، دلت عليه الأدلة الواضحة الصريحة القاطعة من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال(.

وأضاف: أمر الشائعات أكبر خطر مما نتصور، والإفساد الذي يتحقق من خلال ذلك لا يعلم مداه إلا الله عز وجل، وصمام الأمان الذي يمنع الإنسان من الوقوع في هذه المسالك والمخاطر يكمن في تعلم نصوص الكتاب ومعرفة ما جاءت به من توجهات سديدة وإلترام بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من التحذير عن الشائعات، مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت), وقوله (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

وبين معالي مدير الجامعة أن إشاعات الشائعات والقول بها وتفعيلها هي من الأمور التي يدعوا لها أعداء الإسلام ويروجون لها في كل وقت وحين من أجل شق الصف, والاختلاف والشر والتباغض بين أمة الإسلام وهذا ما يجعلها تضعف وتهون عند الأمم الأخرى وتصبح فريسة سهلة للأعداء أين كان نوعهم، ومهما كان جنسهم، مضيفاً: المسلم الكيس الفطن هو الذي لا يلتفت إلى الإشاعات والأقاويل مهما كانت، لأن الإنسان سيحاسب عن ما يصدر منه من الأقوال والأفعال، ولا يورد الإنسان إلى المهالك إلا لسانه.

وأوضح معالي الشيخ أن ما حدث في بعض البلدان الإسلامية التي سهل فيها أطلاق هذه الشائعات وتولى أمرها بعض الدعاة الواقفين على أبواب جهنم أذهبت أوطاناً كاملة ونشرت فيها القتل والتشريد, فذهب التوجيه والعمل على القيام بكل ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا مما وقعوا فيه ويعيد إليهم الأمن والآمان والسلامة والطمأنينة  والاستقرار حتى يكونوا أمة مسلمة ملتزمة بشريعة الله سائرة على المنهج القويم.

واستدل معالي الشيخ أبا الخيل في الخطبة الثانية بحادثة الإفك لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنه وقال: هل تأملنا في هذه الحادثة وهل فهمناها، والمسلم حين يقرءا آيات تبرئتها من الله عز وجل يعلم أنها شائعات تولها الجهلة والمنافقون المرجفون وأصحاب الهوى والشهوة والشبهة عن قصد أو من غير قصد, وعندما تقرءا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وحاله مع أهله عندما حدث ذلك الحدث العظيم الأليم الذي مس خير البشر وأفضلهم وخيرهم وأصدقهم وأكرمهم وأنزههم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المعصوم من كل زلل ونقص يعلم أن الشائعة جاءت في أقرب الناس إليه وأحبهم إلى قلبه عائشة رضي الله عنها, الأمر الذي معه احتار المصطفى صلى الله عليه وسلم وأوجع قلبه وضاق صدره وجعله يئن ويتألم، ولكن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه جاءت الآيات لتبرئة عائشة رضي الله عنها، فأين نحن من مكانته ومن مقامه صلى الله عليه وسلم، ولكن هل اعتبرنا بما نزل به القرآن الكريم في هذه الآيات، وهل أخذنا الدروس واستفدنا في حياتنا مما نتلوه، والجواب في قوله تعالى (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)  وقوله تعالى (لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ).

وأوضح معالي الشيخ في خطبته أن أي حديثاً إفكياً أو غيبة أو شائعة تستهدف أي مسلم كبر أو صغر بعد أو قرب أو بعد أمر خطير، ويكون الأمر أخطر وأعظم إذا كانت الشائعات موجهة إلى ثلاث فئات من الناس، الأولى الحكام وولاة الأمر، فإن الشائعات في حقهم والأكاذيب أعظم مما تكون في حق غيرهم، لأنها لا تتوجه إلى أشخاصهم بل هي واقعة على ما يقومون به في الحكم وإدارة شؤون البلاد, والفئة الثانية هم العلماء لأن الشائعات عندما توجه إليهم لا تقتصر على أشخاصهم وإنما تنصرف إلى ما يحملونه من العلوم النافعة التي يبصرون بها الناس ويبينون ما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم, والفئة الثالثة كل ما يتعلق باجتماع الناس ولحمتهم وتماسكهم وأمنهم وأمانهم وطمأنينتهم.

وعقب صلاة الجمعة التقى معالي الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان أبا الخيل بأبنائه الطلاب، واستمع لأسئلتهم وأجاب عليها وأنصت إلى مقترحاتهم, ثم كرم معلمي الحلقات والمتون العلمية والطلاب المتميزين في حلقات جامع إسكان الطلاب.

 ثم التقى معاليه بالطلاب في الخيمة الطلابية بالإسكان الجامعي في لقاء مفتوح، وفي ختام اللقاء قدم  الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل شكره للطلاب على حضورهم وتفاعلهم، كما قدم شكره لعمادة شؤون الطلاب وعلى رأسها عميد شؤون الطلاب الدكتور خالد بن راشد العبدان  وموظفي العمادة على حسن تنظيمهم لهذا اللقاء.

من جانبه قدم عميد شؤون الطلاب الدكتور خالد بن راشد العبدان, شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة على حضوره وحرصه على لقاء أبنائه الطلاب وتوجيهه لهم، فيما أبدى الطلاب سرورهم وسعادتهم تجاه هذا اللقاء مقدمين شكرهم لمعاليه على هذه البادرة الطيبة، شاكرين ومقدرين لعمادة شؤون الطلاب تنظيمهم اللقاء.

--
22/08/1439 03:17 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2172-2167-2165-2164-2163-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ