تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 جامعة الإمام . . جامعة المبادرات الوطنية

 

 

الحديث عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هو حديث عن جامعة الوطن، التي حملت على عاتقها هم الوطن ومواطنيه، فتجاوزت بنجاحاتها ومبادراتها حدود المجالات الأكاديمية إلى مبادرات البناء المادي للوطن، والحضاري للمواطن، فالمتابع لمناشط الجامعة وفعالياتها في داخل المملكة وخارجها يلحظ التميز في تنوعها، والريادة في مبادراتها، والتعدد في مجالاتها، فالمؤتمرات والملتقيات، والمحاضرات، والمناسبات، والمبادرات والفعاليات التي تقيمها الجامعة، تسمو إلى هدف عظيم، وغاية سامية، تعنى ببناء المواطن السعودي لنهضة الوطن، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وللجامعة فعاليات متنوعة ومناشط متعددة تعقد في الجامعة وخارجها تختلف في النوع والشكل، وتتفق في الرسالة والهدف، حتى أصبحنا ولله الحمد نتفيأ ظلال ذلك، ونجني ثمارها في العاجل والآجل.

 ولإيمان الجامعة العميق برسالتها العالمية، ومكانتها العلمية وعلى هرمها معالي الوزير عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل بأن محاربة الفكر لا تكون إلا بفكر مضاد يسعى إلى تحصين العقل، وحماية الفكر، وبناء الإنسان المحصن بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، والمنهج النبوي القويم، الذي يعمق في النفس الاعتزاز بالعقيدة الصحيحة، والسمع والطاعة لولاة الأمر، والولاء للوطن والانتماء إليه، والفخر بهذه البلاد الطاهرة التي قامت على الكتاب والسنة، فقد جاءت مبادرة الجامعة الوطنية المتمثلة في فتح برنامج البكالوريوس (الانتساب المطور) الخاص بنزلاء السجون تتويجًا لجهود الجامعة ومبادراتها الريادية، والذي تكلل بالنجاح والتميز بإقامة الجامعة حفل تخريج الدفعة الأولى من طلابه برعاية كريمة من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي توج الخريجين بهدية غالية من سموه الكريم، تعد امتدادًا لمسيرة الرعاية الكريمة من ولاة الأمر، والعناية بأبناء الوطن، واستشعارًا باهتمام القيادة الكريمة بهذه الفئة، وأهمية تأهيلها علميا ومهنيا، وتهيئة أفضل الفرص؛ لرفع مستواهم العلمي، تمثلت بفتح برنامج الماجستير والدبلوم (عن بعد) لأبنائه نزلاء السجون تأكيدًا على أن المواطن السعودي وتأهيله لبناء وطنه، والرقي به في مصاف الدول هو هاجس قيادة هذه البلاد المباركة، فهذه الهدية الأبوية، والموقف الإنساني الأخوي هو تجسيد الرعاية والعناية بالموقوفين، وهم أبناء الوطن قبل كل شيء، ومن واجب الوطن تصحيح مفاهيمهم، وتعديل سلوكهم، وتأهيلهم ليكونوا صالحين شركاء في خدمة مجتمعهم ووطنهم، كما أنه تتويج لجهود الجامعة، وتميز مبادراتها الوطنية التي تمتد عبر مسيرتها الميمونة وسيرتها المباركة، التي لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة في سبيل خدمة الوطن، وتحقيق تطلعات ولاة الأمر، فقد بنت الجامعة رؤيتها السديدة على خدمة المجتمع المبني على التعاليم والقيم الإسلامية الأصيلة، وقامت رسالتها على رعاية المعرفة والإبداع والقيم الأخلاقية للطلاب والطالبات، ليكونوا قادرين على خدمة الوطن في ضوء التعاليم والقيم الإسلامية، وسعت في أهدافها إلى إيجاد مجتمع قوي ومترابط فكان للجامعة قصب السبق بتلك المبادرات التي يسرت طلب العلم، وذللت الصعوبات، وأوجدت الحلول للعقبات للجميع دون استثناء.

وامتدادًا للتوجه الكريم من الجامعة والجهود المباركة فقد شمل القرار إنشاء إدارة شؤون الموقوفين في وكالة العمادة للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بالجامعة للاهتمام بالموقوفين وما يتعلق بشؤونهم الأكاديمية والتعليمية، وتوقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة ممثلة في عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد وإدارة السجون تتضمن تطوير التعليم للنزلاء، وتجهيز المركز التعليمي بسجن الحائر، وهذا العمل الشريف هو جزء من مبادرات الجامعة، وتحولاتها الوطنية المتلائمة مع الرؤية المباركة 2030،  التي تواكب مستجدات العصر، ومتطلبات التنمية، حتى أصبحت تسر النفس، وتبهج الخاطر، وتبعث الهمة، وتجعل الجميع على قدر المسؤولية في حمل رسالة الجامعة العريقة والنهوض بها، وفق توجيهات معالي الوزير مدير الجامعة لتحقيق تطلعات قيادة بلادنا المباركة على أرض الواقع.

عليه فإن من الحق أولاً، والواجب ثانيًا رفع صادق الدعوات، وأسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير لقائد هذه المسيرة المباركة، وباني نهضة البلاد الطاهرة مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظهم الله ونصرهم– على ما يولونه ويبذلونه من جهود عظيمة لخدمة الوطن ومواطنيه في كل المجالات، حتى أصبحت بلادنا – ولله الحمد – مضرب المثل في إنجازاتها ورقيها وتطلعاتها،  وأصبحت تجربتها تجربة رائدة تتمناها وتتوق إليها أرقى دول العالم.

ثم عائدًا بأوفى معاني الشكر والتقدير لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل على عمله الدؤوب، وجهوده المتوالية، ودعمه المتواصل، وعمله المخلص، لكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن، لتحقيق تطلعات قيادتنا المباركة، فقد جعل من الجامعة جامعةً للوطن، وأنموذجًا للجامعة التي تحمل هم الوطن، وتسعى إلى نهضته ونهضة أبنائه، فله منا الشكر والدعاء والتقدير،و الله أسأله أن يحفظ لنا ديننا وبلادنا الطاهرة تحت قيادة ولاة أمرنا  إنه سميع مجيب.

د. بدر بن علي بن عبد الله العبد القادر

عميد معهد تعليم اللغة العربية

 

--
22/08/1439 03:18 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2414-2411-2409-2408-2407-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ