نظّمت كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، اليوم الثلاثاء 29/ 4/ 2025، الملتقى العلمي السنوي الأول، بحضور عميد الكلية د. محمد بن عبدالله الراشد، ووكلاء الكلية وعدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والمهتمين، وطلاب الكلية.
وقد بدأ الملتقى بكلمةٍ عبّر من خلالها عميد كلية اللغات والترجمة د. محمد بن عبدالله الراشد عن اعتزازه بما حققته الكلية من إنجازات أكاديمية وبحثية، مشيرًا إلى أنّ أعضاء هيئة التدريس حصلوا على مراكز متقدمة في مجالي التميز البحثي والتعليمي، وأنّ طلاب الكلية أحرزوا مراكز متقدمة على المستوى العربي في مجالات الأدب والكتابة والترجمة، مما يؤكد على المكانة الرائدة للكلية.
وأوضح د. الراشد أنّ هذه الإنجازات تنعكس بشكل إيجابي على تصنيف الجامعة عالميًا، حيث حقّقت الجامعة رقمًا عالميًا في الأداء البحثي، بنسبة 13.35% من أبحاثها ضمن أعلى 10% من المنشورات العلمية الأكثر استشهادًا في العالم، مما يدل على جودة الإنتاج العلمي وتميز مساهمات أعضاء هيئة التدريس.
كما عبّر د. الراشد عن تقديره العميق لجهود القائمين على تنظيم الملتقى، مقدمًا شكره لجميع المنظمين والمشاركين في الجلسات الحوارية والحضور الكريم؛ وأكد في ختام كلمته تطلعه لأن يكون هذا الملتقى نقطة انطلاقٍ نحو مزيدٍ من التميز والإبداع العلمي داخل الكلية، بما يُسهم في تعزيز مكانتها العلمية والأكاديمية محليًا ودوليًا.
وتضمّن الملتقى ثلاث جلساتٍ حوارية علمية، تناولت اللغويات والأدب والترجمة، حيث تضمّنت الجلسة الأولى الدراسات اللغوية، واستعرض أ.د. محمد الحقباني خلال هذه الجلسة أهمية اللغة بوصفها أداةً حيويةً لدعم الأمن الوطني، موضحًا أثر اللغة المستخدمة في الخطابات الرسمية والإعلامية في تعزيز مفاهيم الأمن وبناء الثقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع، مشددًا على ضرورة انتقاء المصطلحات بعناية في السياقات الأمنية.
كما تناولت د. منار المانع في الجلسة ذاتها تجربة استخدام تقنية تتبع حركة العين في البحث اللغوي، مبينةً كيفية مساعدة هذه التقنية الحديثة في فهم سلوك القراء وتحليل معالجتهم للنصوص بطريقة علمية دقيقة؛ وقدّمت د. أسماء الصهيل من جانبها عرضًا لتجربتها في النشر العلمي بالمجلات المصنفة، مشيرةً إلى أهمية بناء هوية بحثية قوية للباحث، ومواجهة التحديات المرتبطة بالوصول إلى مصاف النشر العالمي.
وفي الجلسة الثانية التي تناولت قضايا أدبية، استعرضت أ.د. عفراء الشيبان رحلتها البحثية في مجال الأدب، مؤكدة أنّ الباحث لا ينفصل عن نصوصه، وأنّ العملية البحثية الأدبية تتطلب شغفًا وتأمّلًا عميقًا؛ كما ناقشت د. عالية السبر في ورقتها مفهوم الحنين واللا انتماء في سرديات الشتات، موضحةً كيفية تحول مشاعر الفقد إلى مكونات سردية معقدة، تعكس هوية الكاتب المنفية، مستندةً إلى مفهوم الهانتولوجيا لفهم الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا الأدب.
أمّا الجلسة الثالثة، التي خُصصت لموضوعات الترجمة، فقد تناول خلالها د. عبدالمجيد عبيدي تاريخ الترجمة العربية وأثرها في التفاعل الحضاري، متتبعًا مراحل ازدهارها، وأكد د. عبيدي أنّ حركة الترجمة كانت ولا تزال جسرًا حيويًا في بناء التواصل العلمي والثقافي مع الأمم الأخرى، وعرضت د. عبير القحطاني تجربتها في ترجمة الشعر ضمن مشاركتها مع منظمة اليونسكو، موضحةً التحديات الكبيرة التي تواجه نقل الشعر إلى لغات أخرى، لا سيما ما يتعلق بالحفاظ على الإيقاع والمعاني الرمزية في الترجمة الأدبية.
وفي ختام الملتقى، عبّر عميد الكلية د. الراشد عن تقديره العميق للباحثين والمشاركين والمنظمين، مشيدًا بما حملته الجلسات من تنوع وثراء علمي، مؤكدًا أنّ هذه المبادرات تسهم في بناء بيئة أكاديمية متجددة ترتقي بالبحث العلمي، وتُعزز الحضور العلمي للجامعة على المستوى المحلي والدولي؛ كما تم تكريم المتحدثين الباحثين وأعضاء اللجنة التنظيمية.