إذا كان من أصعب القرارات في أمر الكلمات والعبارات هو ما يكتب ويقال في حق عظيم المناسبات واللحظات في حياة الإنسان، فكيف يكون الحال عندما يمسك القلم في محاولة تعبير عن مولد وموطن تلك المناسبات واللحظات؟ كيف يكون شكل الكلمة وصوت المعنى في سياق الاحتفاء بذكرى توحيد وطني العظيم؟
في كل عام، يوم 23 سبتمبر بالتحديد، نستحضر ذكرى توحيد بلد التوحيد، حين أنبت الله راية خضراء في الصحراء يحملها المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. كانت تلك الراية الخضراء دلالة سلام حل على أرض ترامت أطرافها وتعددت ثقافاتها حتى اجتمعت تحت رايته، وكانت دلالة بركة نزلت من السماء تزف بشائر خير وبركة ترفرف رايته.
إني على إيمان ويقين أن وطني قد بلغ مبلغا عظيما من المجد نتيجة لحقيقة أن الإنسان السعودي - قيادة وشعبا - كان في قصة الوطن حجر الزاوية. لقد من الله على هذه الأرض بقيادة حكيمة تمكنت من حكم شبة الجزيرة العربية النابضة بالحضارات والتاريخ وخاتم الأديان على مدى ثلاث قرون بسلطة الذكاء وسلطة العطاء، التزاما صادقا تاريخيا مع أرض وشعب كان قد بدأ مع محمد الإمام صعودا إلى محمد الهمام. كانت وما زالت أسرة آل سعود العريقة سعود على ثنايا وطن وصعود لآمال شعب. كما قد من الله على هذه الأرض بشعب سعودي كان وما زال في سلمه شرفا عظيما وحاملا لراية عظيمة في منجزات وعطاءات بلغت عنان السماء. شعب سعودي كان وما زال في حربه أيقونة في الوفاء والفداء. شعب سعودي كان وما زال وسيبقى على العهد: سواعد سعود.
كل عام، على مدى 92 عام، كان فصلا تاريخيا معه وطني الغالي يرتقي مجدا ويبني مهدا لأمجاد تليه لا تنتهي بتوفيق من الله. وفي كل فصل من تلك الفصول، كان العلم والتعليم من أكبر الهموم لدى المسؤول الأول في وطننا إيمانا منه بأن لهذا الوطن نهضة اجتماعية واقتصادية تبنى على العلم والتعليم وإننا بإذن الله وفي موقعنا الحالي في القاعات الجامعية لن نكل أو نمل حتى نبلغ مبلغا عظيما يرتقي لشغف قيادتنا الحكيمة برعاية كريمة على مدى عقود من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
أخيرا، وكما بدأت بتساؤل، أختتم بآخر، قد يكون أعظم سؤال سعودي، في ضمنه وفي ضمائرنا عاشت وكبرت إجابته، إجابة حب لا يموت: "روحي وما ملكت يداي فداه، وطني الحبيب وهل أحب سواه؟"
د. سلطان شريده الدرع
رئيس قسم علوم الحاسب