استضافت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثّلةً بقسم الكيمياء بكلّية العلوم اليوم الأحد 1/ 12/ 2024 ندوة علمية بعنوان "الكيمياء ورؤية السعودية 2030" التي تتناول دور الكيمياء في تحقيق الأمن المائي والغذائي والدوائي في المملكة العربية السعودية من خلال الإرث العلمي واستكشاف الفضاء.
وقد عقدت الندوة، التي شارك فيها نخبة من أعضاء هيئة التدريس من (جامعة الملك سعود) بالتعاون مع الجمعية الكيميائية السعودية، في القاعة "المساندة" بمبنى المؤتمرات في مدينة الملك عبدالله للطالبات.
حيث بدأت الندوة بالتعريف بالجمعية الكيميائية السعودية، متناولة أهمّية دور الكيمياء في حياة الإنسان وعناية رؤية السعودية 2030 بالتركيز على التخطيط الاستراتيجي الطموح من خلال الاهتمام بتنويع مصادر الدخل والتي تعد الكيمياء من ممكنات تحقيق هذا الهدف من خلال استثمار كلّ أشكال المادة وتحويلِها إلى منتج اقتصادي.
وأوضح الأستاذ المشارك بقسم الكيمياء في كلية العلوم بالجامعة د.محمد هبيله في عرضه خلال أعمال الندوة الحالة القائمة حاليًا على مستوى الكرة الأرضية التي يتلخّص فيها من التلوث الذي ينتج بشكل طبيعي من العمليات الحيوية، والتي قام بها الإنسان عبر حقبٍ متتالية.
وشدّد د.محمد على أهمية التركيز الشديد على تجويد سبل الحياة اليومية عبر إتاحة أفضل التقنيات المتقدمة للعيش في رفاهية.
من جانبها بيّنت المتخصصة في الكيمياء العضوية د. زينب المرهون في عرضها الإرث العلمي من خلال تاريخ الكيمياء العربية مبينةً أنّ الكيمياء ليست علمًا معزولًا بل هي علم الحياة، ملقيةً الضوء على نشأة الكيمياء في الحضارة الإسلامية، وذكرت أبرز علماء الكيمياء المسلمين ونبذة عن إنجازاتهم العلمية.
وعبّرت د.زينب عن تأثير العلماء الغرب على الكيمياء الحديثة، معرجةً في حديثها على الابتكارات والتقنيات الكيميائية، وأهمية الحفاظ على التراث عبر إدراج التراث العلمي العربي مما يساعد الطلاب على معرفة الأصول التاريخية للعلوم وتشجيع البحث العلمي الحديث الذي يدعو إلى اكتشاف النصوص العلمية العربية.
و تناولت الأستاذ المشارك في الكيمياء الفيزيائية د.منيرة البقمي المبادئ الأساسية للكيمياء الخضراء التي تكمن في التخلص من النفايات، والحرص على تجنب استهلاك الطاقة وتقليل استخدام المذيبات والمواد المساعدة وغيرها من الوسائل.
كما أكدت د. البقمي على تأثير التكنولوجيا على الكيمياء الخضراء، والتحديات التي تواجه تطبيقها من خلال التلخص من ارتفاع التكلفة، وصعوبة الحصول على المواد الخام المستدامة، والتنظيمات و القوانين التي تحدّ من فاعليّتها.
و شددت د.البقمي على أهمية المبادرات المرتبطة بالبيئة ضمن رؤية 2030 والتي من أبرزها مبادرة السعودية الخضراء، وبرنامج الاستدامة البيئي، والتوعية البيئية الرقمية.
وتناولت الباحث العلمي أ.شريفة الأحمري في عرضها الكيمياء في علم الفضاء، ودورها في دراسة الكواكب والأجرام السماوية من خلال تقنية حيود الأشعة السينية، حيث بيّنت الدور الحيوي الذي تتبنّاه الكيمياء الحيوية في فهم العمليات التي تحدث في الفضاء وتكوين الأجرام السماوية.
و أوضحت أ. الأحمري أن إنشاء الهيئة السعودية للفضاء الذي جاء بناءً على مرسوم ملكي عام 2018، ساهم في تعزيز مكانة السعودية في مجال الفضاء على المستوى العالمي، وعمل على تحفيز الاستثمار والتطوير في هذا المجال حيث قامت السعودية بإرسال رواد فضاء عام 2023 إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك يأتي ضمن خطتها لتعزيز تعاونها مع وكالات فضاء دولية، لضمان تبادل المعرفة والتكنولوجيا والمشاركة في بعثات فضائية مشتركة.
وفي نهاية الندوة قدم المشاركون شكرهم وتقديرهم لمعالي رئيس الجامعة أ.د.أحمد بن سالم العامري لدعمه في فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك مع الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية المتقدمة، للاستفادة من الإمكانات والخبرات في مجالات الدراسات والاستشارات والبحوث العلمية.