أكد معالي الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء أن محبة المواطنين السعوديين لولاة أمرهم شاهد خيرية وبيان لنعمة الله علينا بهم وأن من فضل الله علينا دوام هذه النعمة وتواصلها من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد.
وقال معاليه في حوار خاص ل «اليمامة» إن مشاعر ومظاهر بيعة سمو ولي العهد المهيبة تعبر عن مشاعر وطنية صادقة نابعة من يقين بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وأوضح معاليه أن سمو ولي العهد الأمين حقق إنجازات عظيمة وكشف عن قدرات قيادية وإبداعية متفردة، كما أنه يمثل روح الشباب وطموحاته، وأشار معالي الدكتور أبا الخيل إلى أن الرؤية - 2030 هي حلم كل مواطن ودعا الجامعات والمؤسسات التعليمية إلى المساهمة في إنجاح أهدافها، كما تطرق معاليه إلى دور المملكة الريادي والقيادي في مكافحة الإرهاب وأكد أن هذا الدور هو امتداد لجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وحماية العقيدة الإسلامية من التشويه ودعا الجامعات إلى تحصين الشباب فكرياً وأن يقدم مجتمعها النخبوي القدوة الصالحة..
* اختيار خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد كانت له أصداء واسعة على كل المستويات.. كيف قرأتم هذا الاختيار؟
- هذه الولاية التي هي أقرب ما تكون إلى عهد السلف هي من أعظم نعم الله بعد نعمة التوحيد والأمن، بل هي سبب لذلك مصداقاً لقول الله عز وجل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) وقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)، والحديث عن ولاة أمرنا وقادتنا تعبير عن المحبة التي منحها الله لهم، وهي شاهد خيرية كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «خياركم أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم»، وبيان لنعمة الله علينا بهم، وتذكير بواجبنا تجاههم، ومن فضل الله علينا امتداد هذا العطاء في ولاة أمرنا، ودوام هذه النعمة، واتصالها من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد، فهذه الأسرة الماجدة جعل الله قدرها ولاية أعظم الأوطان، وأقدس البقاع، ومن عليهم بخصائص وميزات تجتمع بها كلمتهم، ويأتلف بها صفهم، وتتوحد عليهم القلوب، ووضع الله لهم القبول فقد توارثوا عن المؤسس العناية بأصل الأصول وأعظم المرتكزات توحيد الله، وحماية شريعته.
ولهذا لما اختار مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين ملك الوفاء والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز صاحب العقل الكبير والعاطفة الجياشة، واتجهت همته لترسيخ هذا الملك العظيم، وتقوية أساسه، وتعزيز مقوماته في ظل المتغيرات والمؤثرات واختار بنظرته الثاقبة، ورؤيته السديدة، وحنكته المعهودة، وحكمته الصائبة، وفراسته الدقيقة ولي العهد الأمين، والعضد المكين الأمير الهمام الشهم الأشم، رجل التطوير والتحديث، وحكيم الشباب، وعرّاب السياسة، ووريث المجد، وسليل الأسرة الماجدة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، - أمده الله بعونه، وأدام عليه نعمه - ليكون في هذه المسؤولية التي هو جدير بها وحقيق، وتلك الأمانة التي هو لها أهل اجتمعت القلوب عليه، وتوافدت الحشود لبذل البيعة الواجبة، والتعبير عن المحبة الصادقة، والوفاء لهذه الدولة العظيمة، ورجالاتها الأوفياء المخلصين، وما تلك المشاعر والمظاهر المهيبة في الشهر العظيم والليالي المباركة، بجوار الكعبة المشرفة في أرجى ليلة من ليالي العشر إلا دليل على أنها مشاعر صادقة نابعة من يقين وإيمان بأنه الرجل المناسب، في المكان المناسب وهي من شواهد ما وفق الله إليه ولي أمرنا الرشيد ومليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
تحولات نوعية
* قرارات خادم الحرمين الشريفين أعتبرها معظم المراقبين السياسيين نقلة كبيرة على مسار تطوير وتحديث المملكة وتهيئتها لمستقبل جديد.. كيف ترون هذه القرارات من هذا المنظور؟
- لقد تحقق في فترة وجيزة من المنجزات التي تتجاوز لغة الأرقام والإحصاءات، وتعد في عرف المختصين والعارفين من التحولات النوعية، ومن الإجراءات الحكيمة التي تظهر قدرة وقوة استثنائية وإبداعية، ولذا فإننا نعتبر أنفسنا سائرين إلى ما يرفع شأن هذه البلاد ويجعلها عزيزةً مهابة الجانب قائمة بواجبها تجاه دينها والإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويحميها بإذن الله من المؤثرات والمتغيرات، والعوادي والمهددات والمخاطر، ويعينها على تجاوز الأزمات، برؤية ثاقبة، وقدرة فائقة وسياسة تعتمد الثوابت، وتستدعي قواعد التطور، وتستبطن مكامن القوة، ومن يرصد فترة حكم خادم الحرمين الشريفين ويستعرض منجزاته يجد أنها تؤسس لقوة مستقبلية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية وغيرها، ففي الإطار السياسي تلكم الأوامر والقرارات بتمكين الشباب وتقوية هيئة البيعة، واستشراف المستقبل الواعد للمملكة على ضوء إعادة ترتيب الأولويات في نظام الحكم، كما نجد أن لغة الحزم والعزم، والدخول في التحالفات والتأثير بمكانة المملكة في الإطار الدولي والإسلامي والعربي والخليجي، كل ذلك يشكل مسارات مهمة، ومنعطفات تأريخية لمسيرة البناء والتطور، ولا يمكن إغفال الجهود العظيمة في مكافحة الإرهاب وجماعاته وتنظيماته وخطابه، ذلكم الهاجس الذي مكن الله لخادم الحرمين الشريفين فحصد به إجماعًا دوليًا مؤثرًا، بل وكانت الدول الكبرى كالولايات المتحدة أول من وقف في هذا الاصطفاف المحمود الذي سيحقق بإذن الله انحسار التطرف والإرهاب وجماعاته، والحراك الذي قدمت به المملكة أنموذجًا عاليًا في محاربة الجماعات، وعلى رأسها التنظيم الذي يعد الأساس للتنظيمات الأخرى أقصد به جماعة الإخوان المسلمين، وآلتهم الإعلامية التي حاولت تمزيق الصف وإحداث الفتن والمشاكل، واختراق لحمة المجتمعات، والتأثير بالمؤثرات المختلفة، وخدمة الأجندات والقوى التي ترى مصلحتها في ذلك، كل ذلك ينتج لنا سياسة داخلية وخارجية تعد من أمثل ما مرّ في واقع مملكتنا الغراء، وما قدمه ولاة أمرنا الأوفياء.
رمز الشباب
* الترحيب الذي استقبل به المواطنون اختيار الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد والجموع التي تدفقت لمبايعته في كل مناطق المملكة كانت استفتاء حقيقياً على شعبية سموه والثقة في كفاءاته وقدراته القيادية.. في اعتقادكم ما أبرز أسباب هذه الثقة العارمة في قدرات هذا القائد الشاب؟
- الجميع متفائلون بهذا الاختيار الموفق والاختيار المسدد لهذا الرجل الذي أبدع في التخطيط، وخطط بإبداع، وأظهر للناس جميعاً قدرة فائقة وعزيمة صادقة كلها موجهة إلى ما يكون لها أثرٌ إيجابي في خدمة وطننا الغالي وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكذلك تحقيق المصالح ودرء المفاسد وتقوية شؤوننا الداخلية والخارجية، وتعزيز قدراتنا المادية والمعنوية، والعلمية والأكاديمية والبحثية والاقتصادية، والاجتماعية والوطنية، بل حتى على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي، من خلال تلك التحالفات المهمة، والأعمال الجليلة والجهود المباركة التي تمت خلال الفترة القريبة الماضية، وتميزت بالنظرات السديدة والرأي المبارك من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وبعمل جادٍ مخلصٍ صادقٍ ظاهر واضح من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله فكانت هذه المنجزات النوعية، في فترة قياسية رسمت خارطة مستقبل وطننا، وعززت قوة وطننا، وحضوره في كل المحافل، وتجاوزت أزمات عانى منها العالم، فوفق الله ولي أمرنا إلى هذا الحراك الذي حاز إعجاب العالم، وكانت الأفعال شاهداً لصدق الأقوال، ويمكن قياس هذه الثقة بعد الظهور الإعلامي لهذا الأمير الشاب الذي أبهر كل متابعيه، ورأى الجميع فيه قدرات خارقة، وشبهاً بوالده الحكيم، وإرثاً من المؤسس العظيم، ويمكن إحالة هذه الثقة أيضاً إلى تناغم هذه القدرات والاهتمامات والطموحات والرؤى مع أحلام فئة تعد هي الغالية في هذا الوطن الغالي إذ إن الشباب يشكلون نسبة كبيرة من أبناء هذا المستقبل الواعد، والغد المنتظر، فكانت رؤى أميرنا المبارك، وولي العهد الأمين تلامس هذه الاحتياجات، وتنطلق من الشعور العام، ولهذا لم يكن مفاجئاً أن تتوافد الحشود، وتبايع الجموع وتعلن أنه الاختيار الأنسب، وأمر ثالث لا يمكن تجاوزه، حيث إنه اختيار حاكم عادل، وملك فذ، وخبير في الرجال، سلمان الوفاء والعزم والمكرمات، الذي يعرفه الجميع بأنه مدرسة في التاريخ والثقافة، وفراسته لا تكاد تخطئ في الرجال، ومواقفه وأحكامه وتصرفاته تشهد ببعد النظر، ودقة الحكم، وسلامة المواقف، وحكمة الرأي، وسداد القول، ووجاهة التعليل، وأثمرت مواقفه طمأنينة لدى الخاص والعام، ولعلي في هذه الجزئية استشهد بموقف لمقامه - أيده الله- يؤكد ما ذكرت، وهذا الموقف من المواقف التي نكررها، ونشهد بالفضل - بعد فضل الله- لمقامه الكريم، ألا وهو اختياره لموقع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث كان اختيار قيادة الجامعة في ذلك الوقت مغايراً ولكنه أصر على هذا الموقع الفريد المتميز، الذي لم تظهر معالم التميز فيه إلا بعد اكتماله ليكون هو الواجهة العلمية التي تستقبل القادم للرياض من جهة المطار، ومن هنا فلا نستغرب هذه الثقة المطلقة في ولي عهد اختاره ملك الوفاء وقد عرف قدراته وخبر إمكاناته، فكان ذلك توفيقاً وتسديداً من الله لمليكنا في اختيار ولي العهد الأمين.
مشهد مهيب
* انتم كنتم حضوراً في ليلة البيعة المشهودة في قصر الصفا.. هلا وصفتم لنا المشهد ومشاعركم ومشاعر كبار العلماء الذين حضروا ذلك الحدث التاريخي؟
- مشهد مهيب وساعات مشهودة، يرى فيها الإنسان ما يسر الخاطر ويثلج الصدر ويبهج النفوس، حيث اللحمة والاجتماع والوفاء والتعبد لله جل وعلا، ببذل البيعة التي هي عهد مع الله على السمع والطاعة، والقيام بمقتضياتها التي تؤسس لقوة ممتدة لهذا الوطن وحماية جبهته الداخلية من أي اختراق، وزاد من هيبة الموقف وعظمته كونه في الشهر الكريم المبارك شهر رمضان وفي العشر الفاضلات وفي يومٍ كنا نستقبل فيه ليلة السابع والعشرين، ولا شك أن كل ذلك من دلائل التوفيق، وعلامات الخير وسيكون أثره واضحاً بإذن الله تعالى، على مسيرة هذا العَلم، والرجل الهُمام والقائد الفذ سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في عمله القادم، لأن الدعوات التي انطلقت من ألسنة المؤمنين الصادقين المخلصين في هذه الليلة المباركة أن يوفقه الله ويسدده وييسر أمره ويوفقه، ويشرح صدره ويفتح أبواب السعادة والتوفيق والفلاح والطمأنينة في قابل أيامه ومستقبل حياته وكانت في هذه الليلة التي هي حرية أن تكون ليلة القدر، لأن الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه (كان يقسم أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين)، كل ذلك من الفأل الحسن لهذه البيعة المباركة، أن تكون باب خير ومفتاح عز وسؤدد لهذا الوطن، ويزداد الموقف هيبة، والفأل حسناً أن من تصدر البيعة هم كبار العلماء، والأمراء والوزراء والمسؤولون الذين جعلهم الله قدوات للناس، والكل ينظر إلى مواقفهم، ويصدر عن رأيهم ويتأسى بهم فيما يجمع الكلمة، ويوحد الصف، ووطننا الغالي من أعظم ميزاته هذا التكامل والتناغم بين ولاة الأمر والعلماء، فالعلماء هم بطانة ولي الأمر، ويجدون منه كل التقدير والمحبة والوفاء، فاللهم أدم هذه النعم واحفظها.
وحدة وطنية صلبة
* منذ توليه سدة الحكم والملك سلمان حفظه الله يبدو مشغولًا بتطوير وإعادة تنظيم هياكل الحكم والأجهزة التنفيذية العليا.. في اعتقادكم كيف يفترض أن يكون تفاعلنا جميعاً مع هذه الخطوات التطويرية في هذه المرحلة بالذات؟
- حقاً مليكنا المفدى وولي أمرنا - أيده الله - يتحمل من الأعباء العظيمة والمسؤوليات الجسيمة ما هو لها أهل، وقيضه الله لمرحلة حاسمة، كانت قراراته وأوامره من أقوى ما واجه الدولة في هذا الوقت يكفي أنه أسس لدخول الأحفاد إلى الحكم، وتحويل البلاد من الاعتماد الكامل على النفط إلى تنويع مصادر الدخل وإشراك القطاع الخاص في مسؤولية التنمية، وحمى الله الوطن من أعظم استهداف، وكل ذلك ولاشك من نعم الله علينا، ولهذا علينا جميعاً أن نحمد الله جل وعلا أن أعز هذه البلاد، وأعز بها دينه، ووفق قائدها وربان مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله – لهذه الأعمال الجليلة، والقرارات الشجاعة، وأن نتفانى جميعاً في خدمة ديننا ووطننا، وأن نلتف خلف قيادتنا المباركة، ونظهر للعالم أجمع مدى الترابط بين القيادة الرشيدة وأبناء هذا الوطن الأماجد، ونتصدى لكل من يحاول أن يبث بذور الفتنة والفرقة بين أبناء هذه البلاد تحت أي غطاء، وأن نعمل كل في مجاله لتحقيق تطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله- التي يريدون من خلالها تحقيق النماء والريادة لهذه البلاد المباركة، لأنه على الرغم من أن السواد الأعظم من أبناء مجتمعنا يدركون الأبعاد التطويرية، والحكمة والسداد في هذه القرارات والأوامر، والتوجيهات التي تصدر من ولي أمرنا، ويعلمون أنها كما قال - أيده الله- الهدف منها بالدرجة الأولى المواطن، بل ويصرح –أيده الله- بأن مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، وتتكشف الأيام عن الحكمة فيما صدر عنه –أيده الله- إلا أننا في وقت للفتن فيه صولة، ولدعاتها ومنظريها وجماعاتها جولة، وتداعوا وما زالوا في هذا الوقت على التحريض وإثارة الفتن، وتجييش الشعب على حكامه، ويجدون في أوقات التغيير والتطوير مادة لباطلهم فيحملون الناس على سوء الظن، وإضعاف الثقة بما يلبسون به ويزورونه، وهذا شأنهم وشأن أهل الباطل قديماً وحديثاً، ولهذا المسؤولية تتضاعف على الشعب والرعية أن يكونوا أكثر وعياً وإدراكاً لهذه الخطط والمؤامرات والتزييفات والمزايدات، فيفوتوا عليهم الفرص كما حصل في أحداث كثيرة راهنوا فيها على نجاح باطلهم، واصطدمت دعواتهم بقوة اللحمة ووعي المواطن، وحسه الأمني الذي أدرك به هذه الاختراقات، والمسؤولية كبيرة ولاسيما على شبابنا الذين قد تؤثر عليهم بعض هذه الدعايات المضللة، والحملات المشبوهة لحداثة سنهم، وقلة تجربتهم ولكن دعاة الباطل سيندحرون بإذن الله ولن يصلوا إلى مرادهم.
العضد المكين
* سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - تولى مسؤوليات كبرى قبل اختياره ولياً للعهد وهو دون شك مهندس خطط التطوير والبناء المستقبلي في المملكة.. في اعتقادكم ما أهم مواصفات منهجه وطريقته في التعاطي مع القضايا والهموم الوطنية؟
- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ولي العهد الأمين، والعضد المكين اكتسب من السمات والخلال ما مكنه من إدارة عديد من الملفات بكفاءة وثقة منقطعة النظير، فنباهة هذا الأمير الشاب، ووعيه للأحداث والتحولات والمتغيرات، وسيره على نهج ولاة أمرنا الذين يجعلون أهم المهمات وأولى الأولويات التمسك بالثوابت التي قامت عليها هذه البلاد، والأصول التي بنيت عليها، منذ تأسيسها على يد الموحد الباني المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وجعل الجنة مأواه، وحتى هذا العهد الميمون، والعصر المبارك عصر سلمان الحزم والعزم، سلمان الوفاء والمكرمات، فكانت قيادته الحكيمة امتداداً للدور العظيم الذي قامت به هذه الأسرة الماجدة، وانطلاقاً من الإخلاص للدين والوطن، وأدار مسؤوليات كبرى، وملفات دقيقة تبنى على الحنكة والخبرة والدراية والموازنة الدقيقة، لكنه أدارها بطريقة أبهرت العالم، وأثبتت أنه رجل المرحلة.
ولعل المراقب يرى في هذه الشخصية الواثقة الإبداعية والقيادة الشابة التي تمتلئ بالحماس الواعد وروح الشباب المتدفقة التي يتمتع بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وما حباه الله به من النظر الصائب، والقدرات المتفردة، والمواهب القيادية التي انعكست عطاءً وعملاً ومتابعةً يرى الجميع نتائجها على جميع الأصعدة، وفي شتى المجالات، يرى في كل ذلك دأبه الصادق وحرصه الشديد على وطنه ومجتمعه، فقد أجاد وأفاد، وشفى وكفى، وسبق سبقاً واضحاً ومتمكناً، ورسم وقاد ما تسامع به العالم من الأحداث التأريخية، والقمم الرفيعة المستوى، والاتفاقات العالمية الناجحة بكل قدرة واقتدار، ومهنية واحترافية قيادية عالية الجودة، وبطريقة مبتكرة وجريئة، وحاسمة وصريحة نحن بأمس الحاجة إليها في بلادنا الغالية الحبيبة في هذا الزمن، وهي أمور لا يحسنها ولا يجيدها إلا القادة الأفذاذ أبناء القادة العظماء.
الرؤية 2030م
* الأمير محمد بن سلمان هو عراب رؤية المملكة 2030م التي اعتبرها خبراء التخطيط التنموي والاقتصادي العالميون رؤية جريئة وشجاعة لوضع المملكة على مسارات تنمية شاملة ومستدامة تواكب روح العصر وتستجيب لتحديات المستقبل.. من خلال متابعاتكم كيف ترون الأصداء العالمية لهذه الرؤية؟ وما توقعاتكم لفرص نجاحها؟
- لا شك أن الاهتمام بالتنمية الشاملة وفق منهجية واضحة، وخطط علمية، ترفع كفاءة الأداء، وتتعامل مع الحاضر وتستشرف المستقبل من أجل التوجه نحو تنوع مصادر الدخل، ورفع مستوى الإسهام، والمشاركة في البناء من الجميع، وبما يستوعب التحولات المختلفة إقليمياً ودولياً وتوقعات المستقبل وخططه بصورة تدريجية واقعية في أولويات مرتبة، ستنعكس بإذن الله تعالى لمواطن هذه البلاد رفاهيةً وازدهاراً، وهذا ما أثمرته رؤية سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- وهذه الرؤية تمثل نقلة نوعية في مستويات التخطيط وهي تمثل حلم جميع أبناء هذا الوطن الذي يرعاه سمو ولي العهد، ومنذ إعلانها ووضعها موضع التنفيذ وهي محل إشادة وثناء من المختصين وغيرهم، وبدت ثمارها يانعة في تجاوز الأزمات التي مرت بالعالم والمملكة جزء منه، وكانت محل الثناء والتقدير من العالم أجمع، ونالت إعجاب الخبراء والمختصين، بل أصبحت مثالاً في التوازن المطلوب، والتحول الإيجابي الذي يعد ضرورياً في ظل التقلبات، وفي نظر العلماء والنخب هي محل كل التقدير والإعجاب، كيف لا وهي تركز على العمق الإسلامي للمملكة العربية السعودية وتفعيله في تقوية سياسة المملكة العربية السعودية، الداخلية والخارجية واستثمار هذه الفرص في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وإيماناً من الجامعة بما تمثله هذه الرؤية من قيمة وما تكتسبه من أهمية وبجدواها وفعاليتها في مستقبل الوطن فقد أنشأت الجامعة مكتبًا للتحول الوطني وذلك لمواكبة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث شملت وثيقة التحول دفع عجلة التعليم لمواكبة الرؤية التي تحمل في طياتها مستقبل الوطن والمواطن، ويأتي ذلك في إطار سعي الجامعة للتميز وتحقيق الإنجازات التي تتوافق وتنسجم مع رؤية المملكة 2030 وأهدافها المنشودة.
مسؤولية الجامعات
* هذه المرحلة الجديدة التي تستشرفها المملكة تحتاج إلى حشد كل الطاقات.. كيف ترون دور الجامعات في المرحلة القادمة؟
- لا شك أن أحقُّ من يقوم بحشد الطاقات، وتربية النشء واستنهاض الهمم واحتواء الطاقات ورفع الروح المعنوية وغيرها مما حث عليه الإسلام، وتطلعت إلية القيادة الرشيدة هي مؤسسات التعليم والتربية والتوجيه والدعوة والإرشاد، وعلى رأسها محاضنُ الفِكر التي توجه الناشئة، وتستقطبهم في مراحل عُمرهم وسِنِيّهم التي من خلالها يتوجهون الوجهة التي يوجهون إليها ألا وهي الجامعات على مُختلف تخصصاتها، وتنوعِ مستوياتها، وأقسامها ووحداتها، وبرامجها ومناشطها.
فعليها تُوجيه طاقات الشباب توجيهًا يكفلُ سلامة الفِكر، وحصانة العقل، وتوجيه الناشئة - ذكورًا وإناثًا -، توجيهًا يجعلهم يدركون ما لهم وما عليهم في خِضم هذه المتغيرات والمتبدّلات في العصر الحاضر، هذا في إطار الشباب، وفي إطار الخبرات والإمكانات وبناء البرامج وتفعيل الجوانب العلمية تعد الجامعات بيوت خبرة، وهي المكان الطبيعي لصقل هذه التجارب واستثمار الإمكانات، والاسهام بفاعلية في تحويل هذه الرؤية الإبداعية إلى واقع ملموس، يحس به المواطن والمقيم على هذا الثرى المبارك، ومن هنا فإن مسؤولية الجامعات في مواكبة هذا التحول النوعي، والاسهام الفاعل فيه، وتقديم ما لديها، واستشعار المسؤولية الشرعية والوطنية، وتوعية المجتمع بدورهم وواجباتهم، والدفاع عن المملكة وثوابتها وسياساتها، وما تتخذه من إجراءات ومواقف ورؤى كل ذلك يناط بالجامعات بدرجة عالية كونها منبع الطاقات، ومجمع الخبرات، ومجتمع النخب العلمية، والأكاديمية والثقافية، ولذا فهم يشكلون القدوات المطلوبة لإيجاد القناعات الشعبية في خدمة هذه الرؤية وكل عمل وطني مخلص.
التنوع مطلوب
* هناك أيضاً معركة فكرية يجب كسبها لتهيئة المجتمع لمتطلبات مستقبل تشير كل المؤشرات إلى أن الشباب سيشكلون قادته وصناعه... فهل تعتقدون أننا قادرون على كسب هذه المعركة؟
- أنا أتحفظ على وصف الحراك الفكري بالمعركة، لأن الخلاف والاختلاف سنة كونية (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) ووجوده لحكمة، وليس كل اختلاف مذموماً، بل الخلاف يظهر به جمال الأشياء، والتنوع المطلوب، والتعددية الواقعية، وواجبنا التعامل مع هذه المتغيرات بالمدافعة المطلوبة، وإظهار الرؤية الواضحة، والحق المحكم، ثم إن تحصين شبابنا يبدأ بالتربية داخل نطاق الأسرة من خلال تشجيع الحوار بالدرجة نفسها التي نحيط بها الأبناء بالعطف والحنان، ونحرص على توفير متطلبات الحياة، ثم حسن المراقبة الواعية في فترة المراهقة وتفعيل العاطفة في تقوية الروابط والتواصل مع الشباب والفتيات، لنعرف ماذا يقرؤون ويطالعون عبر الإنترنت أو القنوات التلفزيونية؟ ومن هم أصدقاؤهم؟ وأين يقضون أوقات فراغهم؟، فهل يعقل أن يفاجأ أحد الآباء أن ابنه متورط في جريمة إرهابية أو مطلوب من قبل الجهات الأمنية من خلال صفحات الجرائد، دون أن يكون قد رأى بادرة تشير إلى أنه يسير في هذا الطريق قبل ذلك؟! فكما قيل إنك لا تجني من الشوك العنب، فهذه أول خطوة في الوقاية، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، ويجب أن يرى الأبناء في آبائهم وأسرهم القدوة فهي أبلغ من أي رسالة تربوية أخرى، والمؤسسات التربوية والتعليمية أيضاً مسؤولة بدرجة لا تقل عن مسؤولية الأسرة، وتمتد هذه المسؤولية لمؤسسات الشباب والرياضة ووسائل الإعلام والعلماء والدعاة والأئمة والخطباء وشرائح المجتمع كافة. وللمرأة دورها في ذلك؛ فهي الأم والزوجة والمعلمة وأستاذة الجامعة والمدرسة التي يتربى في أحضانها النشء فلا بد من أن تتفق الجهود، وتتوحد الكلمة لمواجهة هذا الخطر، وأن يعي كل منا دوره في محاصرة هذا الفكر الضال المضل، قبل أن يفاجأ بأن ابنه أو ابنته قد سقط فريسة له، وهذه القنوات تصب في الوقاية، فمن زرع فكراً وسطياً، وتربية متوازنة حصد ابناً باراً به وبوطنه والعكس بالعكس.
الريادة في محاربة الإرهاب
* المملكة تقف اليوم في الخندق الأمامي لمكافحة الإرهاب والتطرف كيف ترون هذا الالتزام الحازم من المنظور الشرعي والسياسي؟
- المملكة رائدة في محاربة التطرف والإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، وهذا الدور الريادي هو امتداد لدورها القيادي في خدمة الإسلام والمسلمين وتنقية صورته مما يحاول أعداء الإسلام إلصاقه به، وهذا الالتزام ولله الحمد يحدد الموقف من الإشكالات والفتن والتحولات التي يمر بها العالم الإسلامي والعالم أجمع ويحقق القضاء على كل أشكال الغلو والتطرف والإرهاب، ويعالج أسباب الفرقة والنزاع وتمزيق الوحدة الوطنية، بناه - أيده الله - على عقيدة إيمانية راسخة، وعقيدة سلفية، ومبادئ شرعية، ووطنية قوية، ووعي كامل بكل ما يحاك لوطننا الغالي ولأمتنا الإسلامية،من مكائد ومؤامرات ودسائس لتفريق وحدتها وشق صفها، وهذا الدور هو مسؤولية كبيرة، ومهمة عظيمة اضطلعت بها المملكة انطلاقاً من مكانتها وموقعها وثوابتها التي تؤكد على اللحمة والاجتماع وحماية الثوابت ومحاربة الفساد والإفساد، والإرهاب وتنظيماته وجماعاته، واستهداف هذا الخطر بالمعالجات والمواجهات المختلفة واجب المرحلة، وضرورة الواقع، لأن أعظم خطر يواجه المجتمعات هو الخطر المتمثل في الإرهاب والعدوان، والفساد والإفساد، لأن المتأمل لهذا الفكر وخطره يجد أنه لاينحصر في أفكار ورؤى، وإنما هو قناعات ينطلق منها المتأثرون والمنظرون إلى تدمير المجتمعات، ومواجهتها بالخطر.
معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية
* المؤسسات الأكاديمية والمراكز الإسلامية على نطاق العالم تقع عليها مسؤولية كبيرة في التصدي للفكر المنحرف.. ومعاليكم وقع عليكم الاختيار رئيساً لمجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا.. ما أولوياتكم في هذا المركز؟
- هذا المعهد يعد من المراكز المرموقة، وهو إضافة علمية وفكرية رائدة، وسوف نسعى للحفاظ على مكانة المعهد العلمية وتطويره والتعريف بمنجزاته العلمية، وأن يقدم إسهامات نوعية، ويحقق المنتظر منه، ونحن نرى أن هذا الاختيار هو في الحقيقة تأكيد على المكانة التي تحظى بها المملكة وقيادتها في المؤسسات العلمية والثقافية، وتثمين للاهتمام والدعم الذي تجده من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
مركز مكافحة الفكر المتطرف
* القمة الأمريكية - الإسلامية التي استضافتها المملكة مؤخراً كان من أهم نتائجها إنشاء مركز لمكافحة التطرف.. إلى أي مدى تعولون على هذا المركز؟
- هذه القمة المباركة التي جاءت في وقت حساس، ومنحنى خطير، وتحولات ظاهرة، وتحديات كبيرة، إلا أنها جاءت لتؤكد القدرة الفائقة، والنقل العالمي، والرؤية السياسية الواضحة، والمنهجية التي انتهجتها بلادنا الغالية في التأثير على الدول العظمى فأثمرت الدبلوماسية السعودية هذا الحراك السياسي المؤثر والتحول الذي جاء لمصلحة الإسلام والمسلمين، وخدمة قضاياهم، ومحاربة التطرف والإرهاب ولهذا كانت محل اهتمام العالم أجمع فجمع هذا العدد الكبير من قادة الدول في فترة وجيزة واحتضان المملكة لهذه القمم في وقت قياسي كان من نتائج العمل المتميز والدؤوب لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي كان له الفضل بعد الله في كل ما رأينا من نجاح باهر لهذه القمم، ومن تلك النتائج المثمرة إنشاء مركز لمواجهة الأفكار المتطرفة ناتج منهج ممتد، وسياسة ثابتة، وهو أيضًا تتويج لتلكم الجهود العظيمة والتأثير العميق في محاربة التطرف والإرهاب ولهذا فلا مزايدة على أن هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية جعلت في أعلى اهتماماتها، وأولى أولوياتها، محاربة الإرهاب وهي كما ذكرت رائدة عالمياً في هذا المجال.
وهذا يشكل إضافة لدور المملكة في هذا الشأن، وهو خطوة ذات أهمية بالغة في مواجهة مخاطر هذا الفكر ومعالجته، وما جره من فساد وإفساد وإرهاب وتدمير، عانت منه مملكتنا الحبيبة والعالم الإسلامي، وهذا المركز سيحقق من النجاحات ما يعزز المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة وقيادتها الرشيدة على المستويين الإسلامي والعالمي.
الاهتمام بالتعليم
* الأمير محمد بن سلمان يولي التعليم أهتماماً بالغاً، كيف تنظرون إلى هذا الدعم السخي لقطاع التعليم عموماً ولجامعة الإمام خصوصاً؟
- قطاع التعليم يحتل مكانة وعناية ظاهرة من قبل ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وقد ظهرت أثار هذه العناية بما شهده من نقلة كبيرة، وتطور ملحوظ، وذلك من خلال العدد الكبير من المشاريع والبرامج والمبادرات، التي تتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، والتي ساهمت في خدمة العملية التعليمية والتربوية بما يعود بالنفع على الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، وهذه العناية تستحضر الدور الهام لهذا القطاع في مستقبل الأجيال وأهميته في منحهم العلم والمعرفة، فهو مرتكز رئيس، ومجال مهم، كيف لا وهو الاستثمار الأمثل، والعنصر الرئيس في التنمية في بلادنا الغالية حتى تحقق في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-من المنجزات والإسهامات النوعية العظيمة ما يستحق أن يوصف بأنه عهد التعليم العالي، بلغت فيه جامعاتنا مبلغاً نفاخر به جميعاً، وقدمت ما يدعم مسيرة التطور والنماء ولله الحمد، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي يوليها سمو ولي العهد الامين رعاية خاصة ودعماً متواصلاً، وتشرف مناسباتها وفعاليتها المختلفة برعايته ودعمه المتواصل، بما يحمل القائمين عليها مسؤولية مضاعفة لتحقيق تطلعات ولاة أمرنا أيدهم الله فيها، وتنفيذ توجيهاتهم.
تعاون مع «مسك الخيرية»
* وقعت الجامعة مؤخراً اتفاقية تعاون مشترك مع مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، كيف تقرؤون هذه الثقة والتواصل مع هذه المؤسسة الرائدة الواعدة؟
- هذه الاتفاقية محل فخر واعتزاز وتقدير كونها تعبر عن مدى الثقة والمكانة التي يوليها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للجامعة وتقديره لدورها المهم، كما أن الاتفاقية تأتي في إطار سعي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتفعيل التعاون المشترك والتكامل المثمر بين الجامعة والجهات الحكومية والخاصة، وقد حققت الجامعة - ولله الحمد- سبقاً وتميزاً كبيراً في هذا المجال. وهذه الاتفاقية بين الجامعة ممثلة بعمادة مركز دراسات العمل التطوعي من جهة ومؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، تهدف إلى المساهمة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 المتعلقة بتنمية القطاع غير الربحي ورفع مستوى التطوع والمتطوعين كماً ونوعاً، وتأهيل المتطوعين والعاملين في مجال الأعمال الإنسانية والخدمات الاجتماعية ورفع كفاءة قدراتهم ومهاراتهم، إضافة إلى التعاون في تحديد أولويات الاحتياج المجتمعي في مجالات العمل الإنساني والاجتماعي والمعرفي والثقافي. وتأتي هذه الاتفاقية انطلاقاً من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي أكدت على دعم القطاع غير الربحي، وتوسيع نطاق عمله، وتشجيع المتطوعين فيه، وتفعيلاً لدور الجامعة في تنويع الشراكات، وتحقيقاً للتكامل بين مؤسسات الدولة العلمية والإنسانية لتفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي والخدمات الإنسانية لدى الأفراد والمؤسسات. ويشمل التعاون في هذه الاتفاقية البرامج التدريبية الأكاديمية المتخصصة والتعاونية، وبرامج التدريب على رأس العمل، إضافة إلى الدراسات والأبحاث، كما أن الاتفاقية تخدم مجالات مثل البرامج الشرعية والنظامية، والبرامج الاجتماعية، والبرامج التنموية، وكذلك التوعوية والإنسانية، إلى جانب الإحصاء والأبحاث الداخلة في اختصاص كل من الطرفين الجامعة والمؤسسة، إضافة إلى برامج علمية وإقامة أنشطة وفعاليات تخدم الشباب السعودي في المجالات ذات الصلة بنطاق عمل الطرفين، وكذا الإسهام في تطوير المنتج التطوعي وتحسين مخرجاته بإيجاد أساليب ووسائل متطورة، كتفعيل التطبيقات الذكية، والإعلام المقروء والمسموع وخدمات القطاع الخيري وتفعيل دور القطاعات الحكومية وزيادة أعداد المتطوعين وغيرها من الأساليب الناجحة.
خريجون على الحد الجنوبي
* رعاية الأمير محمد بن سلمان لحفل تخرج الدفعة الأولى من طلاب الجامعة المشاركين بالحد الجنوبي تمثل حلقة جديدة في مسيرة الدعم الذي تلقاه الجامعة من سموه الكريم، ما تعليقكم على هذه الرعاية؟
- لا شك أن جنودنا البواسل هم محل العناية والرعاية الخاصة من ولاة أمرنا، فقادة هذا الوطن وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين نائب خادم الحرمين الشريفين، وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، - أدام الله علينا نعمة ولايتهم وحفظهم من كل مكروه - وهذا الحفل هو من مناسبات الخير، وساعات السرور للجامعة ولأبنائها أن تحين ساعة الحصاد، ولاسيما نحن اليوم نشاهد تخرج الدفعة الأولى من أبطال جنودنا البواسل، وصقور قواتنا المسلحة الأشاوس المشاركين في الحد الجنوبي، وما هذه الرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي ولي العهد - حفظه الله- إلا امتداد لتلك الرعاية الحانية، والدعم المتواصل، والمساندة الدائمة لجنونا على الحد الجنوبي، وحرصهم الشديد وغير المستغرب على توفير كل ما من شأنه رفع همم وقدرات جنودنا البواسل، وتوفير فرص التعلم والتدريب وتحسين القدرات والمواهب، ولذا كان اختيار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لهذا الدور العظيم، ثقة من القيادة الكريمة بما تؤديه الجامعة من مهام وما تقوم به من عمل، وما تقدمه من مساهمات، وما تحتله من مكانة رائدة، وعمل وطني مخلص، ومشاركات اجتماعية ووطنية لافتة، فقد قدمت خبرات تراكمية وكفايات متميزة عبر وحداتها وفروعها في الداخل والخارج وحققت الريادة والمثالية. ولما لهذه المناسبة من رمزية، وما تحمله من معانٍ مهمة لقيمة الوطن في نفوس أبنائه، فقد دشنت الجامعة حملة مصاحبة، للتبرع بالدم لجنودنا الأبطال تحمل عنوان «دماؤنا فدا للوطن» ليكون إضافة نوعية، وثمرة أخرى يانعة، من ثمار وآثار هذه الجامعة المباركة، ولتعبر عن وقفة ودعم ومشاركة فعلية لهؤلاء الأبطال، جنود العقيدة والتوحيد والمقدسات، ولتضاف إلى إسهامات الجامعة في وقفاتها ودعمها لهم تأسياً بولاة أمرنا - أيدهم الله- وإنني أغتنمها فرصة لأعبر عن الشكر والامتنان والتقدير والعرفان لمقام ولاة أمرنا وعلى رأسهم مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله وأعزه وأيده – ولسمو ولي العهد الأمين والعضد المكين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على هذه الرعاية الممتدة، والدعم المعهود من مقامه - أيده الله- لأبنائه وإخوانه في الحد الجنوبي، ولمسؤولي ومنسوبي هذه الجامعة.
الحج عباده وتقديس
* دعوة خامئني للحجاج الإيرانيين لتنظيم المظاهرات في الحجن أعاد للأذهان محاولات نظام الملالي السابقة لتسييس الحج وتحويله من منسك وعبادة إلى منبر للشعارات السياسية.. كيف تنظرون لتجديد خامئني لهذه البدعة المنكرة؟
- الحج عبادة وتقديس وليس خاضعاً للشعارات والتسييس، وهذا في كل الأزمنة والعقود والقرون الماضية ولنتخذ ذلك أمراً واضحاً جلياً .. لأن كل من أراد للحرم سوءاًَ أذله الله وأخذاه ودحره وخرج خائباً خاسراً، والحقائق والشواهد على ذلك كثيرة. فكم من مرة حاول محاول أن يصل إلى البيت أو أن يناله بسوء فلم يصل إلى ذلك؛ وخير شاهد ما حصل للقرامطة الذين هم صنو تلك الطائفة الفارسية الإيرانية التي الآن تشيع الفساد والإرهاب والشرور.
لقد كشف سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حقائق عقائد إيران الفاسدة، وما يقوم به الملالي والآيات من بدع وخرافات لا تصدقها العقول، ووقف في وجه إيران وكشفها بصراحة ووضوح وكان صارماً وحازماً في مواجهة نظامها الفارسي والصفوي والقرمطي، وهي الطائفة والفئة الباغية التي تسعى لتخويف الآمنين من الحجاج والمعتمرين، لكن هيهات أن ينال أحد من أمن وأمان الحرمين الشريفين بسوء، وذلك لأن يد الدولة السعودية المباركة القوية تضرب كل عابث ومفسد.
إن أمن واستقرار وطمأنينة وأمان الحرمين شرعهما الله عز وجل في كتابه وصدقها لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - بدليل قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ».
وأبونا إبراهيم عليه السلام قدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الإنسان قد يعيش فقيراً قليل ذات اليد إذا كان آمناً، ولكن لا يمكن أن يعيش ولو كان يملك الدنيا بحذافيرها إذا كان خائفاً مفتوناً، وعلينا أن نستحضر الأحداث والوقائع التي تعيشها بعض البلاد من اضطرابات وصراعات.
ويجب أن نعلم علم اليقين أننا مستهدفون محسودون في هذه البلاد على ما ننعم به من نعم عظيمة والتي أعظمها عقيدة التوحيد وتطبيق شريعة الله ثم الولاية الشرعية التي هي أقرب ما يكون إلى القرون المفضلة كما قال الشيخ عبدالعزيز بن باز عندما أكد أن العداء لهذه الدولة عداء للدين ولنعمة الأمن والأمان.
وأضاف: واجبنا في مثل هذه الظروف أن ندرك أن ولاة أمرنا عندما يتخذون قراراً من القرارات فإنما يبنونه على مبادئ وثوابت وجلب مصالح ودرء مفاسد عن هذه البلاد وأهلها بمقدساتها ومكتسباتها ومقدراتها والأدلة الشرعية والأثرية والنظرية تدل على ذلك.
* كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار؟
- أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله- وأن يزيدهم عزة وتمكيناً، ومن حقهم علينا الوقوف صفاً واحداً تحقيقاً لتطلعاتهم، والذود عن حمى هذا الوطن المبارك ضد كل من يحاول زعزعة أمنه واستقراره. ونسأل الله جل وعلا أن يحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها وولاة أمرها، وأن يجعل ما قدموه ويقدمونه في موازين حسناتهم، إنه سميع مجيب، كما يسرني أن أشكر لكم هذا اللقاء الماتع عبر مجلتكم الغراء، متمنياً لكم دوام التوفيق.