حقق مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال عام 2024 والربع الأول من عام 2025 نقلةً نوعيةً في حجم وجودة المبادرات التي قدمها، ومجالات التمكين التي دعمها، والشراكات التي عقدها، مما عزز من دور الجامعة في دعم وتشجيع منظومة الابتكارات الوطنية ووسّع من أثرها في تمكين طلاب الجامعة ومنسوبيها من خلال تبني نهج ابتكاري وريادي مستدام.
وشهد المركز خلال هذه الفترة مشاركةً في عدة محافل عالمية ودولية متخصصةً بالاختراعات، كان من أبرزها معرض جنيف الدولي للاختراعات بنسختيه 49 و 50، ومعرض الكويت الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، وقد حقق منسوبو الجامعة من خلالها جوائز متقدمةً، تمثلت في حصد ميداليتين ذهبيتين مع مرتبة الشرف، وأربع ميداليات ذهبية، وأربع ميداليات فضية، وثلاث ميداليات برونزية، إلى جانب الحصول على جائزة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مما أكد حضور الجامعة الريادي في المشهد العالمي للابتكار.
كما شارك المركز في عدد من المسابقات والفعاليات الريادية، كان من أبرزها هاكاثون الابتكار الصحي 2025 الذي شهد مشاركة 35 مبتكرًا ومبتكرةً من الجامعة، وقد توّجت المشاركة بالحصول على جائزة المبتكر الواعد، وتحدي تطبيقات الفضاء الدولي بمشاركة نحو 470 متسابقًا على مستوى المملكة، والذي استضافته الجامعة محققةً فيه المركز الأول على مستوى الفرق المشاركة.
كما نظم المركز مسابقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للابتكار بنسختها الأولى، والثانية بعنوان "الاستدامة البيئية" التي جمعت ما يزيد عن 40 مشاركًا من الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس، وأسفرت عن تقديم جوائز نقدية بلغت 10,000 ريال للثلاثة الأوائل لكل منها.
وفي مجال ريادة الأعمال؛ نظّم المركز أربع نسخ من المعسكرات التدريبية ضمن البرنامج التوعوي لنشر ثقافة ريادة الأعمال، والتي استهدفت طلاب الجامعات الحكومية والخاصة بمنطقة الرياض، وتأهلت المشاريع الفائزة للحصول على جوائز مالية تجاوزت 100,000 ريال إجمالًا، كما بلغ عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من 600 مستفيد.
أما في مجال دعم المشاريع فقد واصل المركز تنفيذ برامجه المتخصصة في الاحتضان ومسرعة الأعمال، حيث بلغ إجمالي المشاريع الريادية المحتضنة خلال الفترة 56 مشروعًا؛ تنوعت ما بين مشاريع تقنية وصحية وتعليمية ورياضية، وقد شملت البرامج: ما قبل الاحتضان، واحتضان الشركات الناشئة الجامعية بنسخته الثانية، ومسرعة الأعمال الجامعية، وامتدت هذه البرامج لفترات تدريبية بلغت ستة أشهر لكل منها، وشملت تدريبًا، وتوجيهًا، وربطًا بالسوق، كما تجاوز إجمالي الدعم المالي المقدم للمشاريع المحتضنة الريادية أكثر من 2,000,000 ريال، مما يعكس الالتزام بتمكين مشاريع ذات أثر حقيقي وتحويلها إلى نماذج ناجحة قابلة للنمو.
وفي جانب حقوق الملكية الفكرية، شهد المركز تقدمًا ملموسًا في عدد براءات الاختراع المودعة والمسجلة، حيث سُجل 88 براءة اختراع، من أصل 179 إيداعًا، تقاطعت جميعها مع الأولويات الوطنية في قطاع البحث والتطوير والابتكار؛ كصحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل، وتقدم منسوبو الجامعة بجميع تلك الطلبات عبر منصة إلكترونية مخصصة في نظام وافي، التي دُشنت من قبل معالي رئيس الجامعة أ. د. أحمد بن سالم العامري في اليوم العالمي للملكية الفكرية 2024، ممّا سهل من عملية تقديم طلبات إيداع وتسجيل براءات الاختراع من قبل الباحثين والمبتكرين، والمتابعة من قبل إدارة الملكية الفكرية ونقل التقنية بمركز الابتكار وريادة الأعمال.
وإدراكًا لأهمية البنية التحتية في دعم المنظومة الريادية، عمل المركز على تأسيس معمل النمذجة الصناعية الذي يمكّن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وأصحاب المشاريع من تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية قابلة للتطبيق.
وتأكيدًا على الابتكار فقد أطلق المركز مبادراتٍ نوعيةً؛ مثل: مبادرة تمويل مشاريع التخرج للكليات العلمية التي تهدف إلى دعم المخرجات الابتكارية للطلبة وتحويلها إلى منتجات قابلة للتطوير أو الحماية الفكرية، بالإضافة إلى مبادرة "مبتكر" لحصر المشاريع الابتكارية داخل الجامعة وربطها بخدمات المركز، ومتابعة تطورها حتى وصولها إلى مستويات قابلة للتطبيق والتسويق.
وحرصًا على توسيع الأثر وربط المخرجات الابتكارية بالقطاع الصناعي والاستثماري أبرم المركز عددًا من الاتفاقيات الاستراتيجية مع جهات حكومية وخاصة، التي تسهم في ربط المشاريع الابتكارية والريادية بالقطاع الصناعي والاستثماري، وتوفير بيئات اختبار حقيقية للمخرجات الابتكارية، وتوسيع دائرة الأثر الناتج عن مشاريع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وتُجسد هذه المنجزات التحول الإستراتيجي لدور المركز من جهة داعمة إلى كيان مؤثر وشريك فعّال في تعزيز مكانة الجامعة كمصدر للإبداع ومحرّك للابتكار وريادة الأعمال على المستويين المحلي والدولي.