شهد الملتقى الخامس ليوم المهنة لخدمات التوظيف والأعمال الريادية، العديد من الفعاليات العلمية والثقافية، الملتقى الذي افتتح يوم أمس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت رعاية معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، يعد من أبرز الفعاليات التي تجمع بين الشباب الجامعي المؤهل من كافة التخصصات من جانب، وممثلي القطاع الخاص من جانب آخر.
وقد افتتح الملتقى سعادة عميد مركز خدمات التوظيف والأعمال الريادية الدكتور محمد بن عبد العزيز المنصور بكلمة تعريفية موجزة عن الملتقى مقدما خلالها لأوراق العمل التي قام على إعدادها وتقديمها كلا من الدكتور أحمد السيد عمر مستشار خدمات التوظيف والأعمال الريادية والتي عنوانها ( استراتيجية تحليل توظيف خريجي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من طلاب عامي 1437 - 1438 هـ .) وقد تضمنت الدراسة عددا من الأهداف العامة والأهداف المرحلية من خلال مجموع السياسات والغايات والآليات التنفيذية التي تحقق رؤية المملكة 2030 م حيث تتمثل في توظيف جميع خريجي الجامعة من الطلاب والطالبات بمختلف التخصصات للسيطرة على البطالة والاعتماد على الموارد البشرية الوطنية بمساعدتهم للانخراط في سوق العمل بكفاءة وعقد الدورات التدريبية مع تشخيص اشكاليات سوق العمل السعودية من حيث النمو السكاني وقوة العمل في السعودية والتي يشكل السعوديون منها حوالي 48.6 % من قوة العمل بينما يمثل الوافدون 51.4% من قوة العمل كما قدم الدكتور أحمد السيد جدولاً يوضح فيه أعداد خريجي جميع االتخصصات التعليمية في جامعة الإمام مستعرضا وظائف الإحلال والنمو حسب المهنة والجنس والتخصص العلمي.
كما قدم الدكتور أحمد السيد رؤية وكالة التوظيف لدى الجامعة والتي تتمثل بالتواصل المستمر مع الشركات والمؤسسات في سوق العمل وذلك من خلال التواصل مع طلاب المستويات النهائية والخريجين وفتح قنوات التواصل بين الجامعة وطلابها وخريجيها من خلال تقديم الدورات التدريبية التطويرية والتنسيق مع الشركات في سوق العمل بعمل شراكات هادفة وبناءة لخدمة الطلاب والخريجين والمجتمع وإنشاء قواعد بيانات للخريجين والعمل على ربطها بموقع الجامعة للمساهمة في توفير فرص العمل واكتساب ثقة المجتمع في مخرجات العملية التعليمية بالجامعة والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات ذات الصلة وإعداد خطة للتوظيف في مرحلة ما قبل التخرج وإقامة يوم المهنة السنوي لتعريف الطلاب والطالبات بجهات العمل المختلفة وتمكينهم من التواصل المباشر معها .
فيما استعرضت الدكتورة نادية بنت عبد العزيز اليحيى أبرز أسباب مشكلة البطالة لدى خريجي الجامعات في المجتمع السعودية، وكشفت الباحثة في ورقتها العلمية، عن الدور المفترض للجامعات، المتمثل في ضرورة المواءمة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل بالمملكة كأحد أولوياتها الاستراتيجية، مع ضرورة تفادي المعوقات التي تواجهها متناولة في دراستها بالتحليل النسبي معدل البطالة لدى الجامعيين السعوديين والفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل مع ذكر جميع الجهود التي بذلت لإنهائها مع دراسة وافية للتخصصات الجامعية المطلوبة لدى سوق العمل والتخصصات التي لا تتفق مع احتياجات السوق .
وخرجت الدكتورة اليحيى في دراستها بالعديد من التوصيات التي تأمل من أصحاب القرار في الجامعات العمل على تحقيقها للحد من البطالة، ومن أهمها :
- أن تشترك الجامعات والوزارات والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص والطلاب وأولياء الأمور في اتخاذ إجراءات لتفادي تلك الفجوة وفتح تخصصات جديدة يتطلبها سوق العمل
- توجيه الطلاب للتخصصات العملية والتطبيقية وزيادة الطاقة الاستيعابية للكليات العملية - إنشاء كليات وأقسام علمية وطبية وتطبيقية جديدة
- عمل لجان فنية دائمة يمثل فيها القطاع الخاص بهدف تقويم الخطط الدراسية وتطويرها بما يتفق والاحتياجات الفعلية لسوق العمل والمستجدات المتغيرة لهذا السوق
- ربط شبكات معلومات التشغيل والتعليم والتدريب طبقا لمستويات المهارة المحددة لرفع معدلات الاستفادة من القوى العاملة والعمل على توظيفها بما يتفق مع مستوى مهارتها وبناء قاعدة معلومات شاملة عن سوق العمل الوطني متضمنة تصنيفا للوظائف الحالية والمرتقبة في كافة مؤسسات الدولة بقطاعيها الحكومي والخاص والفرص المتاحة والاحتياجات المستقبلية من مختلف التخصصات الكمية والنوعية .
من جانبها ثمنت وكيلة مركز خدمات التوظيف والأعمال الريادية الدكتورة سوسن مؤمن ما تلقاه الجامعات خاصة والتعليم عامة من رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده حفظهم الله ورعاهم، مما أسهم في تطوير وتميز قطاع التعليم الذي يعمل على سد الفجوة القائمة بين احتياجات سوق العمل ومهارات القوى العاملة من جهة ومناسبة تأهيلها من قبل المؤسسات التعليمية من جهة أخرى .
وأضافت الدكتورة سوسن بأن عمادة ريادة الأعمال وانطلاقا من أهمية العمل والمساهمة في رسم المستقبل الوظيفي لخريجي وخريجات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قامت بتقديم دورات تدريبية للطالبات خلال فترتي الصباح والمساء شارك في تقديمها عدد من الجهات من داخل وخارج الجامعة
وفي نهاية كلمتها تقدمت بخالص الشكر والتقدير لصاحب المعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل ولصاحب السعادة وكيل الجامعة لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الصغير لكل ما يقدمانه من دعم واهتمام ومتابعة لأنشطة المركز المتوالية والشكر موصول لكافة منسوبات المركز لجهودهن التي ساهمت في نجاح أنشطة المركز عامة كما خصت بالشكر موظفات وحدة خدمات التوظيف والعلاقات العامة على مابذلنه من جهود في هذه الفعالية وعضوات المجلس الريادي ولطالبات التشغيل الطلابي وطالبات التدريب الميداني والمتطوعات على جهودهن وعطائهن المتواصل .
وقد كرمت سعادة الدكتورة سوسن مؤمن وكيلة مركز خدمات التوظيف والأعمال الريادية، الدكتورة نادية اليحيى وقدمت لها شهادة شكر وتقدير على تقديمها لورقة العمل التي أثرت بها الملتقى متمنية لها التوفيق والسداد .
وشهد الملتقى حضوراً كبيراً من طالبات الجامعة، اللائي عبرن عن سرورهن بما تضمنه من فعاليات، فقد ذكرت الطالبة وفاء حميد مقبل عبدالله من كلية الإدارة والتخطيط التربوي أن الملتقى هادف وشامل لكل ما تفتقر إليه الطالبات من معلومات عن سوق العمل، كما أن الدورات التي تقدمها وكالة الأعمال الريادية تلبي احتياجات ورغبات المهتمين بسوق العمل .
وأكدت الطالبة هيفاء محمد علي حسين من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية نظم المعلومات، تميز الملتقى بتقديم المعلومات ذات الفائدة للخريجات عن طريقة إعداد السيرة الذاتية وكيفية اجتياز المقابلات الشخصية كما يساهم في تقديم الدعم للباحث عن الوظيفة.
فيما ذكرت الطالبة أسماء ندى الخميلي من كلية أصول الدين، التي تعمل مدربة ومستشارة تربوية وأسرية، ذكرت بأن الملتقى يسهم في إرشاد خريجي الجامعات للوقوف على أعتاب الوظيفة متمنية توفير أكبر عدد ممكن من الشركات التي تتيح الوظائف الإدارية في بيئات غير مختلطة .
أما الطالبة رجاء موسى أبكر من كلية علوم الحاسب، فرأت في الملتقى فرصة لا تعوض، وفائدة كبيرة، وذلك لما يوفره من عرض عن الوظائف التي يتطلبها سوق العمل مع ما يتيحه من فرصة لاكتساب الخبرات التدريبية لدى بعض الشركات كما أن الدورات التي يقدمها الملتقى هي بمثابة خريطة طريق لتهيئة الطالبات للانضمام إلى سوق العمل بروح واثقة .