تعتبر الصحة النفسية من أهم مقومات الحياة، ويأتي اليوم العالمي للصحة النفسية -هذا العام- في ظل ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا على العالم بأسره، إذ يشكل الوفاء بمتطلبات الصحة الأساسية ومحاربة آثار الفيروس تحدياً كبيراً أمام حكومات العالم، فضلاً عن معالجة الآثار النفسية المترتبة عليه. ونحن في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله- ننعم - ولله الحمد- باهتمام الدولة ورعايتها للقطاع الصحي، ومن ذلك تطوير خدمات الرعاية النفسية في المملكة، ودعمها بأفضل الممارسات العالمية، وبذلك نجحت المملكة- بشهادة العالم- في التصدي لجائحة كورونا والتخفيف من آثرها، وكذا من خلال عددٍ من الإجراءات الاستباقية التي حدت من آثار الجائحة الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية على الوطن والمواطن والمقيم.
ولا أدل على اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالصحة النفسية من وجود إحدى برامج الرؤية السعودية ٢٠٣٠ المتمثلة في تعزيز الشخصية السعودية؛ بما فيها المحافظة على الصحة النفسية والنسيج الاجتماعي وتعزيز الوعي الوطني ومحاربة التطرف والإرهاب، وبناء بيئة جاذبة تسهم في جودة الحياة على أرض وطننا الغالي.
ناهيك عن وجود عددٍ من المسشفيات المتخصصة بالصحة النفسية، وأقسام علمية في الجامعات، ويأتي المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية شاهداً على اهتمام الدولة بهذا الجانب. وفي جامعة الإمام لدينا لجنة دائمة -من ذوي الخبرة والاختصاص - لتعزيز الصحة النفسية لمنسوبي الجامعة والمجتمع، بالاضافة لما يقدم في هذا المجال من خلال كلية الطب و مركز الخدمات الطبية بالجامعة، راجياً من أبنائي وبناتي(الطلبة) ومنسوبي الجامعة الإفادة والاستفادة من هذه الخدمات، متمنين للجميع حياةً صحية سعيدة.
أ.د.أحمد بن سالم العامري
رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية