في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفي السعوديون باليوم الوطني ٩١ ، يوم خالد يفخر ويفاخر به كل سعودي وسعودية، متذكرين- بشعور العزة والأنفة-
ذلكم البطل المغوار والشجاع المقدام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن
آل سعود- طيب الله ثراه-، ملكٌ أنار الله بصيرته، وألهمه رشده، وشد أزره
برجالٍ مخلصين أوفياء، فتحققت - بقدرة الله ثم بشجاعة المؤسس وعزيمة رجاله-
المعجزات، وتجلت الآيات، فنعم الجميع بالوحدة بعد الشتات، وبالأمن بعد
الخوف، وبالعلم بعد الجهل، وبالغنى بعد الفقر .
حمل اللواء- من بعد- أبناءٌ ملوكٌ أوفياء، واصلوا البناء والتطوير،
واستثمروا في الإنسان؛ فازدهرت البلاد، وشُيدت الصروح، وانتشر العلم، وكثر
العلماء والمتعلمون في كل العلوم والفنون، وهواهي المملكة العربية
السعودية- اليوم- من أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، وهاهم الشباب
السعوديون -اليوم - يذهلون العالم بعزمهم وتفوقهم، وحضورهم اللافت في كل
محفل، لقد غدت بلادنا- اليوم- محط أنظار العالم، وإليها تهفو قلوب المسلمين
في كل أنحاء المعمورة، وتلهج ألسنتهم بالدعاء لقادتها، الذين نذروا أنفسهم
خداماً للحرمين الشريفين؛ فأعز الله مقاهم، وشرف بلادهم، وحببهم إلى شعبهم
وحبب شعبهم إليهم.
تدلف المملكة العربية السعودية إلى القرن الحادي والعشرين تحت قيادة
ملك الحزم والعزم(سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-)، يعضده ولي عهده الأمين
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- أعزه الله-؛ ملهم الشباب، وصانع
الأمجاد، ومهندس الرؤية السعودية ٢٠٣٠، رؤية أشاد بها أهل الخبرة والدراية
في كل محفل، وألهمت الساسة وصناع القرار في جميع الدول، كبرهانٍ على
عبقرية مهندسها، وبعد نظره، وسعة أفقه.
وإذ يعيش العالم- اليوم- ظروفاً استثنائية؛ بسبب تفشي فيروس كورونا
بمتحوراته -الذي هد الاقتصاد، وعطل التنمية، وأخر التعليم في كثير من دول
العالم-، فإن المواطن والمقيم -في مملكة العز والمجد- ينعمان برعاية وعناية
لا مثيل لهما، فالخدمات الصحية لا نظير لها، والرصد والمتابعة على مدار
الساعة بلا كلا ولا ملل، واللقاح بالمجان لكل مواطن ومقيم على أرض مملكة
الإنسانية، فلا عجب- بعد ذلك كله -أن تشيد المنظمات الدولية-والصحية خاصة-
ببلادنا، وأن تحذو دول العالم حذونا، وأن تفيد من جهودنا وتجاربنا. وإذا
يممنا نحو التعليم؛ فثم التميز والفخر، إذ لم يتوقف أو يضعف أو يتقهقر-
كحال بعض الدول- في ظل جائحة كورونا، بل-بفضل الله ثم بدعم قادتنا- تجاوزنا
العقبات، وقهرنا التحديات، وذللنا الصعاب، ورأى العالم-بعين الحقيقة
واليقين- نجاحنا المبهر في التحول إلى التعليم عن بعد، وأشاد القاصي
والداني بقدرة وتطور السعودية فنياً وتقنياً، وقوة بنيتها ومؤسساتها، وتميز
أبنائها وبناتها، وبعد مضي سنتين من تفشي هذا الوباء؛ هاهي المملكة تبز
كثيراً من دول العالم باقتصادٍ متطورٍ مزدهر، محققاً معدلات نمو عجزت عن
تحقيقها دول متقدمة.
ونحن إذ نحتفي - في كل عام-بهذا اليوم الأغر؛ فإنما نعبر بذلك عن فخرنا
واعتزازنا بالملك المؤسس (عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله
ثراه-)، وبرجاله الأشاوس الأوفياء، وبأبنائه الملوك النجباء-رحمهم الله -،
مجددين والولاء والوفاء لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان
بن عبدالعزيز، ولولي عهده المظفر محمد بن سلمان- حفظهما الله-، مبتهلين إلي
العلي القدير أن يديم علينا أمننا وأماننا، ورغد عيشنا، وأن يحفظ قادتنا
وولاة أمرنا، وأن يجنبنا وبلادنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وكل بلاء ووباء.
والحمد لله الذي بفضله شَمِلنا، وبلطفه لم شَمْلنا.
د. خالد بن محمد الخرعان
(كلية اللغة العربية)