إن القادة الحكماء هم الذين يصنعون التاريخ ، ويقيمون الحضارات ، ويسطرون البطولات ، وبقدر ما يوجد في أمة من الأمم رجال عظماء مخلصون بقدر ما يرتفع شأنها بين الأمم ، والناظر في الدولة السعودية المباركة يجد فيها من العظمة وعلو القدر ورفعة الشأن وسمو المنزلة ما لا يجده في أي أمة من الأمم الآن ومنذ زمن بعيد وهذا مرده إلى ما أنعم الله تعالى به على هذه البلاد من النعم وخصها به من الخصائص منذ نشأتها على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله و توحيدها على يد الملك الصالح الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه .
وقد علم القاصي والداني أن القادة الأشاوس من أبناء الملك المؤسس وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى رجل الحكمة والوفاء والحزم سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله ووفقه لكل خير – قد عرفوا بالحكمة وبعد النظر وأن تصرفاتهم وقراراتهم منوطة بتحقيق المصالح ودرء المفاسد وتحصيل كل ما فيه خير وسعادة وأمن وطمأنينة لكل مواطن ومقيم ووافد بل للإنسانية جمعاء.
وإن الناظر في الأمر السامي الكريم الذي صدر من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله - بشأن تطبيق نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة- على الذكور والإناث على حد سواء ، والسماح للمرأة بقيادة المركبة ، ليتبين له أنه قرار تاريخي حكيم يَصْب في مصلحة الوطن والمواطن والمقيم ويحقق الأمن والسلم الاجتماعي فضلاً عن العديد من المصالح الاجتماعية والاقتصادية كما أنه يعلي الثقة في المرأة السعودية ويهيئ لها الأسباب الآمنة في تحقيق احتياجاتها ومتطلباتها الاجتماعية والنفسية وفق الضوابط الشرعية والنظامية ، من خلال خطة تنفيذية محكمة حيث نص الأمر السامي الكريم على تشكيل لجنة عليا تمثل مجموعة من الوزارات المعنية ( وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية ) لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك والتأكيد على اللجنة برفع توصياتها خلال 30يوماً من تاريخه والتنفيذ والتطبيق للأمر السامي في 10/10/1439 وفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة.
أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا ووطننا وولاة أمرنا وأن يوفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيد الله – لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يحفظ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يديم علينا أمننا ويقوي وحدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين