تعارَفَ الناسُ على أنَّ للأوطانِ أيامًا مجيدةً يُخَلِّدُونَ فيها ذكرى تأسيسِ أو استقلالِ أوطانِهم، ويفتخرون برجالٍ مخلصين كان لهُمْ فضلٌ عليهم، أما نحن - السعوديين - فيجبُ أن يكونَ احتفالُنا بيومنِا الوطنيِّ مختلفًا عن سائرِ البشر؛ فاللهُ تعالى اصطفى وطنَنا ليكونَ النورَ الذي يُستضاءُ به في سوادِ الليلِ الدامس، ولِيُعْبَرَ به أمواجَ الأزمانِ العاتيةِ  والظروفِ القاسيةِ إلى برِّ الأمنِ والأمان، فكما حبَانا الله بأن يكونَ وطنُنا مهدَ رسالةِ خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين- صلى الله عليه وسلم- منذُ أكثرَ من أربعةَ عشرَ قرنًا من الزمان ... وبعدَ مرورِ قرونٍ عديدةٍ تقطعتْ فيه أوصالُ الجزيرةِ العربيةِ إلى دولٍ ضعيفةٍ متناحرةٍ ومتراميةِ الأطراف، هيَّأَ اللهُ الأمورَ لِتستقرَّ من جديدٍ على يدِ المغفورِ له- بإذن ربه - الملكُ عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الرحمنِ آل سعود؛ ليكونَ التوحيدُ على يديه، فالْتفَّ الناسُ من حولِه يبايعونَه من أقصى الجزيرةِ إلى أقصاها لتُبنَى مملكتُنا الغرَّاءُ من جديد، فتكونَ رايتُها رَفافةً في سماءِ العزةِ والكرامةِ، والمروءةِ والشهامة، ولتكونَ القائدَ الفذَّ الحكيمَ الذي تأنسُ به الدولُ العظمى لما تتمتعُ به من  نفاذٍ في البصيرةِ، وسدادٍ في الرأيِ في مدلهمَّات الأمور  .

عِشتَ يا وطني حاميًا للحمى وذائدًا عن القضايا العادلةِ في المجتمعِ الدولي، ورحمَ اللهُ صقرَ الجزيرةِ الملكَ عبدَ العزيزِ بنَ عبدِ الرحمنِ آل سعود. 

إنَّ اليومَ الوطنيَّ السعوديَّ يومٌ مميزٌ ليس لأننا متميزونَ عن بقيةِ البشر، حاشا لله، وإنما لأنَّ الظروفَ التاريخيةَ التي أحاطَ اللهُ بها هذا الوطنَ جعلتْ يومَهُ الوطنيَّ مميزاً عن أيِّ يومٍ وطني آخر فضلا عن قدسيتِه التي لا يماثلُها مكانٌ آخرُ على وجهِ الأرض..

منذ واحدٍ وتسعينَ عاماً والشعبُ السعوديُّ يحتفلُ بيومِهِ الوطني، ولكنَّهُ أيضاً يحتفلُ بطريقةٍ مختلفةٍ ومميزة؛ والاختلاف عن الغير هو أنَّ هذا الشعبَ ملتفٌّ تحت قيادتِه ومتمسكٌ بها . أمَّا التميزُ فيكمنُ في أنَّه ما من عامٍ يمرُّ إلا ويصاحبُ احتفالَنا بيومِنا الوطنيِّ احتفالٌ بالإنجازاتِ التي حققتها  القيادةُ الحكيمةُ لحكومتِنا الرشيدة ..

أ. حمد بن سليمان الجاسر

مساعد عميد الموارد البشرية