قدم معهد تعليم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جهودًا نوعية في خدمة اللغة العربية لأكثر من 140 دولة حول العالم، وذلك من خلال البرنامج التي يتوافر عليها المعهد، والمتمثلة في برنامج الإعداد اللغوي، وبرامج الدبلوم العالي وبرامج الماجستير والدكتوراه في اللغويات التطبيقية، ودعمه للمكتبة الإسلامية بسلسلة من الإصدارات لتعليم اللغة العربية، إلى جانب حرص المعهد على التعاون مع الهيئات التعليمية الأخرى ذات العلاقة التي أسهمت بدورها في نشر اللغة العربية في عدد من الدول حول العالم، كما عمل المعهد على إيفاد الخبرات من أعضاء هيئة التدريس لعدد من معاهد الجامعة في الخارج، التي قدمت تجارب ثرية في تعليم وتعلم اللغة العربية التي تميز بها المعهد على مدى 45 عاماً.

ويأتي ذلك انطلاقًا من عناية المملكة العربية السعودية، من خلال مستهدفات رؤية المملكة 2030 في نشر العلوم الإسلامية والعربية وتعليمها، كما أن المعهد من خلال رسالته السامية جاء استجابة لسد حاجة كثير من الدول الإسلامية في تعليم وتعلم الطلاب الدوليين واكسابهم المهارات اللازمة في اللغة العربية، ويعد المعهد الذي أنشئ عام 1405هـ، إحدى وحدات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي تعنى بإعداد الدارسين إعدادًا لغويًا يتيح لهم اكتساب قدر من المهارات الأساسية في اللغة العربية تمكنهم من التعامل بها، إلى جانب تمكينهم من الالتحاق بكليات الجامعة، حيث يسعى المعهد من خلال تلك الجهود لأن يكون مؤسسة علمية رائدة في اللسانيات، وبيت خبرة متميزاً في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

ولتجويد وتميز العملية التعليمية في المعهد، والوصول إلى مخرجات عالية في الجودة، يعمل المعهد على بناء اختبار لغوي يقيس الكفاية والمهارات اللغوية بدقة وموضوعية للناطقين بغير اللغة العربية الراغبين بالالتحاق بالبرامج التي تقدمها الجامعة داخل المملكة وخارجها، كما حرص المعهد على استحداث برامج تعليم اللغة العربية لأغراض خاصة، كبرنامج تعليم اللغة العربية لأغراض عسكرية، و برنامج تعليم اللغة العربية لأغراض طبية، و برنامج تعليم اللغة العربية لأغراض اقتصادية، وساهم المعهد في  تقديم الدورات والورش، وذلك بتصميم  حقائب تدريبية متخصصة ونوعية؛ لتعليم اللغة العربية كلغة ثانية لدى الطلاب الدوليين.

وقد كان للمعهد جهود واضحة في إعداد ونشر الكتب والبحوث والدراسات الإثرائية​ في المجلات العلمية المحكمة والرسائل العلمية، والإفادة من نتائجها في تطوير برامج تعليم اللغة العربية كلغة ثانية، وأساليب تدريسها للمتعلمين، وتحكيم الاستبانات العلمية للباحثين في هذا المجال، ومناقشة الرسائل العلمية في اللغويات التطبيقية وفروعها، وقد فاق عدد البحوث العلمية والدراسات التطبيقية التي تم إعدادها أكثر من 500 بحثًا باللغتين العربية والانجليزية.

ومن مبادرات المعهد، التي يفوق عددها عن 15 مبادرة نوعية، تم إطلاق مشروع تقني تفاعلي يستهدف تعليم اللغة العربية عن بعد، وذلك بالتعاون بين عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، حيث تولى المعهد إعداد سلسلة علمية خاصة بالمبادرة، ومن خلال دور المعهد الريادي في نشر خبراته العلمية، والمهنية في تعليم اللغة العربية فقد كان للمعهد دور كبير في الإسهام في تقديم الدراسات الاستشارية لإنشاء أو دعم وتأسيس بعض المعاهد والمراكز المعنية في تعليم العربية داخل المملكة أو خارجها، إلى جانب إطلاق قناة تعليم اللغة العربية على منصة اليوتيوب لتقديم الدروس النموذجية لمهارات اللغة، كما عمل المعهد على تصميم عدد من البرامج الحاسوبية والتقنية المعنية بمجال تعليم اللغة العربية، وتوفيرها للمستفيدين، ويسعى المعهد إلى مد جسور التواصل والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الأهداف المشتركة، فقد بلغ عدد الدورات التدريبية التي نفذت للجهات ذات العلاقة أكثر من 300 دورة متخصصة في 80 دولة، ونظير تلك الجهود الرائدة والمتميزة فقد حصل المعهد على الاعتماد الأكاديمي البرامجي لبرنامج الماجستير في اللغويات التطبيقية، بالإضافة إلى حصوله على أكثر من 50 جائزة وتكريم من قبل عدد من الجهات المحلية والدولية.