في هذا اليوم البهيج، وفي جامعتنا الغراء جامعة علوم السيادة والريادة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي محفل تخريج سواعد البناء لوطن الخير والعطاء، برعاية أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز –حفظه الله-، تزف الجامعة كوكبة متميزة من أبنائها البررة، محملين على عاتقهم إنموذجاً فريداً من مخرجاتها التعليمية الرائدة عبر دفعتها (61)، وستظل هذه الجامعة العريقة، التي ولدت شامخة وما زالت مفتخرة بمكانتها ودورها الريادي في تحقيق رؤيتها ورسالتها بنشر العلم والمعرفة، والتميز البحثي وخدمة المجتمع.
ولكون الجامعة تحرص على توفير بيئة أكاديميّة تعليمية مثالية، وتسعى وباستمرار للتطور والرقي والتميز ومواكبة التطورات، بمنهجية وخطط واستراتيجيات مدروسة، يجري التخطيط لها جيدا وتنفيذها بعناية، وإدخال التقنية الحديثة، بما يفجر قدرات طلابها وطالباتها في التفكير الإبداعي، ويعزز لديهم الثقة بالنفس، وروح الابتكار، ويكسبهم المهارات التي يحتاجونها، والجاهزية للتأقلم واستيعاب المتغيرات المستمرة في عالم يتطور ويتغير بسرعة فائقة في ظل التطور التقني والمعرفي الهائل والمستمر في عالمنا المعاصر؛ نابعة من قيم ونظم ومعايير ومبادئ، يعمل القائمون عليها وعلى رأسهم معالي الوزير مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على تحقيق رسالة وأهداف المملكة العربية السعودية وتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-.
اليوم تحتفل الجامعة بتخريج الدفعة الحادية والستين من خريجي هذا الصرح الأكاديمي العملاق الذي نعتز ونفخر به؛ ولقد دأبت الجامعة منذ تأسيسها على تخريج أجيالٍ قادرة على حمل المهام الملقاة على عاتقها، أجيال تتصف بالعقيدة الوسطية السمحة والقيم الأخلاقية، وتتسلح بالعلم والمعرفة في تخصصها، ومكتسبة المهارات والإصرار والعزيمة والإبداع، وخالية من الأفكار الهدامة المقوضة للمجتمعات.
لقد تطورت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى حدّ كبير في السنوات العشر الماضية، إذ يبلغ الآن عدد طلابها وطالباتها في حرمها الجامعة وفي معاهدها الداخلية والخارجية وبجميع أنظمتها التعليمية الانتظام والتعليم عن بعد أكثر من مائتي ألف طالب وطالبة.
وأتوجه إلى أبنائي الخريجين بأسمى معاني التهنئة، وأتمنى من الله تعالى أن يكونوا لبنة عطاء وبناء وتنمية في مجتمعنا، وأن ينفع الله بهم دينهم ووطنهم ومجتمعهم وأسرهم، وأن يكونوا نبراساً لنشر العلم والعمل النافع. إن وطننا يعلق أمالاً كبيرة على أبنائه الخرجين، الذين حصلوا على هذه الفرصة لاكتساب المعارف والتحصيل العلمي، وأن عليهم أن يسهموا في بناء الوطن ومجالات التنمية جنباً إلى جانب مع إخوانهم الخريجين؛ فبالعلم يبنى الوطن. كما أحث أبنائي الطلاب أن يواصلوا التحصيل العلمي والاستزادة منه، واكتساب المزيد من الخبرات والمعارف، وأن لا يقف تحصيلهم عند الحصول على الشهادة، وأن يكونواً سواعد بناء ونهضة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وختاماً، ما كان لهذه الجامعة أن تحقق ما تصبو إليه من أهدافٍ سامية لولا توفيق الله تعالى ثم الدعم السخي المتواصل الذي تلقاه من هذه الدولة -رعاها الله-؛ وإن من الوفاء والعرفان في هذه المناسبة المباركة أن نرفع وافر الشكر والتقدير وعاطر الثناء وصادق الولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولسمو ولي عهده الأمين -حفظه الله- ولسمو ولي ولي العهد الأمين -حفظه الله-.
فأدام الله هذا الصرح شامخاً يحمل رسالة السلام وينشر العقيدة الوسطية السليمة محققاً توجيهات ورؤى قيادتنا الرشيدة –أيدها الله-.
أ.د. عبدالعزيز بن سعد العامر
عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية