ضمن مشروع تعزيز كفاءة البحوث العلمية باللغة العربية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعات السعودية نظمت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الورشة الثانية، التي جاءت بعنوان (تحديات كفاءة البحث العلمي من حيث: مقررات مناهج البحث – الموضوعات البحثية - تحكيم النشر العالمي) ، حيث قدمها سعادة الدكتور زيد شمسان يوم الخميس ٢٠ ربيع الثاني ١٤٤٣هـ، الموافق ٢٥ نوفمبر ٢٠٢١م، وتستهدف الورشة وكلاء الدراسات العليا في الكليات (الشريعة واللغة واللغة العربية وأصول الدين والإعلام والاتصال والتربية) ووكلاء عمادة الدراسات العليا ووكلاء البحث العلمي.
حيث أكد الدكتور شمسان في بداية الورشة على أهمية الخروج بمعايير مقترحة لتحديث ضوابط النشر العلمي بما يتوافق مع متطلبات النشر العالمية، وذلك من خلال مقترحات مرتبطة بطرق تدريس مناهج البحث ومقرراتها، ومقترحات مرتبطة بآليات اختيار موضوعات البحث العلمي، ومقترحات مرتبطة بمنهجية محدثة للتحكيم العلمي تتوافق مع متطلبات النشر العالمي، مؤكدا أن البحث العلميّ معيار لتقدم الأمم والشعوب وعلامة ازدهارها، ويعزّز بناء اقتصاد المعرفة، من خلال الكشف عن المعوّقات التي تعرقل مساره وتقدّمه، ومن ثَمَّ اقتراح حلول للتغلّب عليها، كما أن البحث أساسي ومهم للغاية في أي تطوير في جميع الأوقات.
وأشار الدكتور شمسان إلى أن البحث العلمي هو جزء من العملية التعليمية بالجامعة، فهو يسهم في جعل إمكانيّة التعليم مستمرّة عند الأستاذ الجامعي، كما يعد من أهم المعايير لقياس مستوى الجامعات وتقدّمها، ورفع مستوى الهيئة التعليميّة فيها والمعيار الأساسيّ المعترف به عند تعيين أو ترقيّة أفراد الهيئة التعليميّة فيها، كما أن البحث هو مفتاح التقدم، حيث ينظر للبحث على أنه القوة التي تؤدي إلى اكتشاف المشكلات والإجابة عنها.
كما أكد الدكتور شمسان ان هناك معوقات تتعلق بالبحث، من أهمها ضعف التواصل مع عمادة البحث العلمي ومراكز البحوث، والحصول على المعلومات والنماذج المتعلقة به، وضعف النشر في المجلات الأجنبية والدوريًات العربية، وقلّة المراجع، والمصادر، والدراسات السابقة، ومن ضمن المعوقات التي تتعلق بالباحث: انشغال الباحث بمسؤوليّات عدة، مما يسبب عدم إعطائه بحثه وقتًا كافيًا، وعدم الرغبة في إنتاج الأبحاث العلميّة لعدم وجود الدوافع، وكذلك عدم وجود مهارات يتطلبها البحث العلمي لدى الباحث مثل البحث في الإنترنت واستخدام الحاسب، ومهارات أخرى تتمثل في صعوبة اختيار البحث، وتحديد المشكلة، ثمّ عدم التمييز بين أهمّيّة البحث وأهدافه، ومن ضمن المعوقات التي تتصل ببيئة العمل: عدم وجود فرق خاصة بالباحثين (مجموعات بحثية)، وعدم وجود الدوافع البحثية، وعدم تلقّي الباحث الدعم من الهيئات المساعدة، وعدم تمكّنه من حضور المؤتمرات التي من شأنها مساعدته في تقوية بحثه.
وأضاف الدكتور شمسان أن هناك معوقات إضافية وهي القصور في المناهج المتّبعة من حيث الخلط بين المناهج، وبين أدوات جمع البيانات الذي أصبح شائعًا ليصبح البحث مجرّد تكثيف للبيانات كاستمارة المقابلة، أو الاستبانة، وهذا يؤدّي إلى اختزال وظائف المنهج العلميّ، وتحويله إلى مجرّد سرد، والعرض بعيدًا عن التفسير والتحليل اللذين لا بدّ منهما، وقصور الطرق المتبعة في تدريس مقررات البحث العلمي وعدم تكثيف ممارسة البحث العلمي بشكل عملي لطلاب الجامعات والدراسات العليا.
وتحدث الدكتور شمسان عن استراتيجيات تدريس مقررات البحث العلمي، مؤكدا أنها مفاهيم مرتبطة ومتداخلة ومتقاربة، وهي مكونة من ثلاثة أجزاء ، الأول: استراتيجية التدريس وهي مجموعة الإجراءات التي يخطط لاستخدامها في تنفيذ تدريس موضوع معين بما يحقق الأهداف التعليمية المأمولة في ضوء الإمكانات المتاحة، وطريقة التدريس وهي وسيلة يستخدمها الأستاذ من أجل إيصال أهداف الدرس إلى طلابه، وأسلوب التدريس وهو الكيفية التي يتناول بها الأستاذ طريقة التدريس.
وفي نهاية الورشة نوقشت العديد من الموضوعات من أهمها، آليات اختيار موضوعات البحث العلمي، واشتراطات موضوع البحث العلمي الجيد وكيف يهتدي الباحث إلى الموضوعات البحثية المتميزة (البدء من حيث انتهى الآخرون)، ونشر أُطُر ومعايير جودة البحوث باللغة العربية، ورفع الوعي بمتطلبات النشر العالمية بما يرفع من تنافس الباحثين، ونشر الوعي بالأخلاقيات البحثية والمسؤولية المجتمعية مما سيسهم في إنتاج بحوث رصينة تخدم الاحتياجات التطبيقية الوطنية، كما نوقش نشر ثقافة أخلاقيات التحكيم، ونشر منهجية التحكيم وما يجب فعله وما لا يجب، ونشر الوعي بالأخلاقيات البحثية والمسؤولية المجتمعية، مما سيسهم في إنتاج بحوث رصينة تخدم الاحتياجات التطبيقية الوطنية، كما نوقش موضوع أثر العلاقات الشخصية في التحكيم العلمي.