​​​​يشهد معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا الذي تشرف عليه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تطوراً ونمواً واسعين، منذ افتتاحه في شهر جمادي الأولى من العام 1400هـ، تحت اسم (معهد تعليم اللغة العربية)؛ إذ كان مقتصراً على سبعة فصول دراسية، إلى أن تغير اسمه في عام 1406هـ إلى (معهد العلوم الإسلامية والعربية)، وحتى الوقت الحالي.

وقد مر المعهد بمراحل تطور الدراسة فيه، المرحلة الأولى ارتكزت على التأسيس حتى نهاية عام 1402هـ ، والمرحلة الانتقالية من نهاية عام 1402هـ إلى 1405هـ، والتي زاد فيها الإقبال على المعهد، حيث بلغ عدد المتقدمين لاختبار القبول أكثر من ألف طالب وطالبة من أنحاء إندونيسيا، كما شهدت هذه المرحلة تغييرات جذرية في المستويات الدراسية، أما المرحلة الثالثة فيمكن تسميتها بالنمو، وهي ممتدة من عام 1405هـ إلى 1426هـ ،إذ شهد بعض التغييرات لبرامج الدراسة وخططها، وفي المرحلة الرابعة وهي مرحلة التطور، ولها أهمية كبرى، بدأت من عام 1426هـ إلى الوقت الحاضر؛ حيث استفاد المعهد في هذه المرحلة من التقنية الحديثة في تطوير الأساليب التربوية، والتعليمية لزيادة كفاءته، كما شهد المعهد توسعاً ملحوظاً في أقسامه وبرامجه، وكان أبرزها افتتاح معهد خادم الحرمين الشريفين في بندا آتشيه بتاريخ 15 / 1 / 1428هـ، تحت إشراف معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا، بالإضافة إلى افتتاح فرعين للمعهد الأول في ميدان - سومطرة الشمالية، والثاني في سورابايا- جاوة الشرقية.

كما توسع المعهد في قبول الطلاب والطالبات في هذه المرحلة حتى بلغ عددهم في العام الدراسي 1440/1441هـ (2529) طالباً وطالبة يمثلون جميع الجزر الإندونيسية، إذ أن الإقبال على الدراسة كبير جداً من الشعب الإندونيسي، يفوق الطاقة الاستيعابية للمعهد، ولتعزيز علاقة المعهد بالجامعات ومراكز تعليم اللغة، والمؤسسات العلمية في إندونيسيا، أفتتح المعهد مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر، فضلاً على اجراء تحديثات عدة لمعامل الحاسب الآلي، ومكتبة المعهد التي أصبحت أكبر مكتبة عربية في شرق آسيا.

ويقدم المعهد خدمات للطلبة والطالبات تتمثل في توفير الكتب الدراسية مجاناً، وتقديم الرعاية الصحية، كما يوفر المعهد نادياً يمارس فيه الطلبة، والطالبات العديد من الأنشطة، والفعاليات الرياضية، إلى جانب المكافأة الشهرية، والاستفادة من صندوق الطالب في الإعانة على الزواج والعلاج، وغير ذلك.

ولتعزيز سبل التواصل بين المعهد ومؤسسات المجتمع العلمية، والثقافية يقوم المعهد بنشاطات متنوعة كالأندية، والفعاليات، والمناسبات، وعقد الندوات، وورش العمل، وتنظيم المعارض والملتقيات، إلى جانب المحاضرات والزيارات، ومن بينها: معرض التعليم الإسلامي، برنامج الاحتفاء باليوم الوطني، دوري بطولة الصداقة والمحبة الرياضي على كأس سفير خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا، وكذلك دورة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لمعلمي جامعة شريف هداية الله الإسلامية، وتدريس اللغة العربية في مدرسة اللغات في الشرطة الإندونيسية، بالإضافة إلى استقبال زيارات من عدة جامعات، ومعاهد، ومدارس، وتعريفهم بالمعاهد، والمرافق التابعة لها، والرد على استفساراتهم، وتنظيم برنامج التعليم للجميع يومي السبت والأحد؛ لتعليم اللغة العربية للمجتمع المحلي، فضلاً عن إقامة الدورات التعليمية والتدريبية، لأعضاء هيئة التدريس، والمعلمين، والموظفين، والطلبة، والطالبات، والراغبين في الالتحاق بالمعهد من الشعب الإندونيسي.