ملوك توارثوا الحكمة والعزم والإرادة لبناء وطن وحضارة
اليوم الوطني السعودي هو ذلك التاريخ الذي سُطرت فيه أروع وأوفى ملاحم الوحدة والبناء، وهو الامتداد لجذور العقيدة الصافية والرسالة السمحاء. وفيه كانت البداية لمستقبل تاريخي جديد وعصر تنموي ذهبي، منطلقاً من رؤية قيادة وإرادة ملوك وطموح شعب. ولا زالت الإنجازات والأهداف تتحقق بفضل الله ثم بعناية ملوك هذا الوطن الذين توارثوا الحكمة والعزم وحسن القيادة حتى أصبحت مآثرهم وأمجادهم محل إشادة واسعة في صفحات التاريخ ومحط لأنظار العالم.
إن المتتبع لمسيرة التطور الوطني للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسيها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى يومنا الحاضر ليلمس التطور التنموي المتسارع في شتى المجالات، ويلحظ أن السعودية في هذا العام لم تكن هي نفسها في العام الماضي. حيث شهد العام الماضي قفزات نوعية للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتضاعف إيرادات الدولة الغير نفطية، وتطوير قطاع السياحة والترفيه، وتحسين جودة حياة المواطن، وتعزيز الثقل السياسي، وتجويد البيئة الاستثمارية لجذب الاستثمار الدولي، والتصدر في برامج الإغاثة العالمية، وتعزيز برامج حماية البيئة. كما امتدت عجلة التطوير لتأسيس برنامج المملكة لرواد الفضاء، وتعزيز مكانة البحث العلمي كماً ونوعاً، مما كان له الأثر في تحسن ترتيب السعودية وتقدمها في المؤشرات العالمية.
ولازالت بحمد الله برامج الرؤية تعد رافداً مهماً يضيء مسيرة التنمية المستدامة والمستقبل الأخضر لجميع قطاعات الدولة، لتعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة في استكمال نطاق الإصلاحات ومسيرة التقدم الوطني. ولم يكن كل ذلك ليتحقق لولا فضل الله ثم الرعاية الكريمة والتوجيهات السديدة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعرَاب الرؤية ومهندس برامجها سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان، حفظهما الله وأيدهما بعونه وتوفيقه.
سائلاً الله عز وجل بمنه وكرمه أن يديم على المملكة العربية السعودية نعمتي الأمن والأمان، والمزيد من الرخاء والازدهار للمواطنين والمقيمين، وأن يمكن لولاة الأمر في نصرة دينه وإعلاء كلمته ويزيدهم عزاً ونصراً وسؤدداً.
عميد البحث العلمي
د. سالم بن علي اليامي