في هذه الأيام نستذكر تأسيس دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن، والاستقرار، والتنمية، ونشر العلم والمعرفة.
فقد صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 من فبراير يوماً للتأسيس. وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي والعلمي لهذه البلاد.
ولما كان العلم يبني المجتمعات ويجعلها قوية ومتماسكة، فقد حرص الأئمة السعوديون على الاهتمام بالعلم والتعليم ودعمه على كافة الأصعدة، فكان الإمام في الدولة السعودية الأولى لا ينقطع عن مجالس العلم في حله وترحاله، وكان يحرص على دعم العلم والعلماء حتى أصبحت الدرعية منارة علمية ثقافية يقصدها الناس من داخل الجزيرة العربية وخارجها.
واستمر منهج الأئمة والملوك الكرام في العناية بالتعليم حتى وقتنا الحاضر؛ فإن للمملكة العربية السعودية جهوداً متنوعة بمختلف مؤسساتها الحكومية في نشر العلم داخل السعودية وخارجها، أسهمت في رفعة هذه البلاد وحفظت لها مكانتها بين الدول، وكانت سبباً في نمائها وكثرة خيراتها وبركاتها، ومن تلك الجهود: تشجيع العلماء والمعلمين، وتخصيص وظائف رسمية لمن يتولى ذلك، ومنها إيفاد هؤلاء العلماء والمعلمين إلى خارج المملكة العربية السعودية لتعليم أبناء المسلمين وإرشادهم، ومن تلك الجهود أيضاً: تقديم المنح المجانية للطلاب من مختلف دول العالم للدراسة في جامعاتها ومعاهدها ومدارسها، ورعايتهم حتى ينالوا أعلى الدرجات الأكاديمية.
ولما كانت بلادنا المباركة قبلةً للمسلمين، وحباها الله بوجود الحرمين الشريفين؛ استشعرت القيادة الرشيدة الأهمية الخاصة لتعليم العلوم الشرعية واللغة العربية؛ فصدرت أوامر سامية كريمة بفتح عدد من المعاهد لهذا الغرض حول العالم، ومن أبرز هذه المعاهد: المعهد الإسلامي في جيبوتي الذي تجاوز عمره الأربعة والأربعين عاماً، ولله الحمد والمنة.
إن من حق أئمتنا وولاة أمرنا علينا أن ندعو لهم بكل خير؛ فاللهم اغفر للإمام محمد بن سعود ومن تبع خطاه من ذريته، واحفظ قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، واحفظ هذه البلاد آمنةً مطمئنةً عزيزةً إلى يوم الدين.