تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 جماعة الإخوان الصحوية المتطرفة أم الجماعات والتنظيمات ومفرخة الإرهاب والفتن والأزمات تستهدف وطن التوحيد وبلد المكرمات وتقف وراء التطاحن والمشكلات (الجزء الخامس)

 
معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل

رابط الجزء الرابع

قد رأيت أن واجبًا عليَّ أن أبيِّن هذا الأمر من الوجهة الإسلامية الصحيحة؛ حتى لا يكون هناك عذر لمعتذر، ولعل الله يهدي بعض هؤلاء الخوارج المجرمين؛ فيرجعوا إلى دينهم قبل أن لا يكون سبيل إلى الرجوع, وما ندري من ذا بعد النقراشي في قائمة هؤلاء الناس!

أما القتل السياسي، الذي قرأنا جِدالاً طويلاً حوله، فذاك شأنه أعظم، وذلك شيء آخر. القاتل السياسي يقتل مطمئن النفس، راضي القلب يعتقد أنه يفعل خيراً؛ فإنه يعتقد بما بث فيه من مغالطات أنه يفعل عملاً حلالاً جائزًا، إن لم يعتقد أنه يقوم بواجب إسلامي قصر فيه غيره، فهذا مرتد خارج عن الإسلام يجب أن يعامل معاملة المرتدين، وأن تطبق عليه أحكامهم في الشرائع،

وفي القانون هم الخوارج كالخوارج القدماء الذين كانوا يقتلون أصحاب رسول الله ويدعون من اعترف على نفسه بالكفر، وكان ظاهرهم كظاهر هؤلاء الخوارج بل خيراً منه، وقد وصفهم رسول الله بالوحي قبل أن يراهم، فقال لأصحابه : « يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية « حديث أبي سعيد الخذري في صحيح مسلم, وقال أيضاً :» سَيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدِّين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة». حديث علي بن أبي طالب في صحيح مسلم, والأحاديث في هذا المعنى كثيرة متواترة، وبديهيات الإسلام تقطع بأن من استحل الدم الحرام فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.

فهذا حكم القتل السياسي، هو أشد من القتل العمد الذي يكون بين الناس، والقاتل قد يعفو الله عنه بفضله، وقد يجعل القصاص منه كفارة لذنبه بفضله ورحمته، وأما القاتل السياسي فهو مصر على ما فعل إلى آخر لحظة من حياته، يفخر به ويظن أنه فَعَلَ فِعلَ الأبطَال.

وهناك حديث آخر نص في القتل السياسي، لا يحتمل تأويلاً فقد كان بين الزبير بن العوام وبين علي بن أبي طالب ما كان من الخصومة السياسية، التي انتهت بوقعة الجمل، فجاء رجل إلى الزبير بن العوام فقال : أقتل لك عليًّا ؟ قال : لا، وكيف تقتله ومعه الجنود ؟ قال : ألحَق به فأفتك به. قال لا؛ إن رسول الله قال: «إنَّ الإيمَان قَيدُ الفَتكِ، لا يَفتِكُ مُؤمنُ» (حديث الزبير بن العوام رقم 1429 من مسند الإمام أحمد بن حنبل: بتحقيقنا).

أي أن الإيمان يقيد المؤمن عن أن يتردى في هُوَّة الرِّدَّة، فإن فعل لم يكن مؤمنًا».

وسئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى -: «سماحة الشيخ: حركة «الإخوان المسلمين» دخلت المملكة منذ فترة، وأصبح لها نشاط واضح بين طلبة العلم, مارأيكم في هذه الحركة؟ وما مدى توافقها مع منهج أهل السنة والجماعة؟»

فأجاب الشيخ رحمه الله: «حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم، لأنه ليس عندهم نشاط للدعوة إلى توحيد الله، وعدم التوجيه إلى العقيد الصحيحة, التي عليها أهل السنة والجماعة, فينبغي للإخوان المسلمين أن يكون عندهم عناية بالدعوة السلفية: الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبارة القبور، والتعليق بالأموات، والاستغاثة بأهل القبور، كالحسن، والحسين، أوالبدوي، أو ما أشبه ذلك. يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى: «لاإله إلا الله»، التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة, دعا إلى توحيد الله، إلى معنى «لا إله إلاالله», فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال بالتعليق بالأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر, وكذا ينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة: تتبع السنة، والعناية بالحديث الشريف، وما كان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية, وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها» ا.هـ.

وقال العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: «ولما ظهرت قضية الإخوان المسلمين الذين يتصرفون بغير حكم الإسلام, ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم: أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس, زعمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا, ونتج عن فعلهم أن ازداد الكفار نفرة من الإسلام، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة، والإسلام بريء منهم».

وقال العلامة الألباني رحمه الله: «الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة (يقصد: نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) التي وضعها لهم رئيسهم الأول (يقصد: حسن البنا), وعلى إطلاقها (أي: حتى في العقيدة), ولذلك لا تجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومنها سورة العصر: {وَالْعَصْرِ} (1) سورة العصر * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}؛ هذه السورة كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا ثم أرادوا أن يتفرقوا قرأ أحدهم هذه السورة؛ لأهميتها, وتواصوا بالحق, وتواصوا بِالصبر؛ فالحق كما تعلم ضد الباطل، والباطل أصولي وفروعي، كل ما خالف الصواب فهو باطل، هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنة عمليًا بعيدين فكريًا عن فهم الإسلام فهمًا صحيحًا, وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عمليًا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه».

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- في وثيقة خطية: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه, رأيي في الإخوان المسلمين أنهم حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة ولا يفرقون في أتباعهم بين السني والبدعي».

وهذا التحذير منذ زمن، وماذاك إلا لما لهذه الجماعة من أبعاد سياسية، تشكل صوراً إرهابية.

نهاية الجزء الخامس ...

معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل

مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء

رئيس المجلس التنفيذي لإتحاد جامعات العالم الإسلامي


--
22/08/1439 03:20 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2752-2751-2747-2746-2748-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ