تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 وطني السعودية وطن الدولة والدعوة والوسطية والحزم والعزم

 
د.عبدالله بن محمد الصامل وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة

لقد منّ الله على هذه البلاد المباركة العزيزة بدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله -، ومناصرة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، لهذه الدعوة , وحصل بذلك من الخير العظيم ونشر العلم والحق , ونشر الهدى , والقضاء على الشرك , وعلى وسائل الشرك , وعلى قمع أنواع الفساد من البدع والضلالات ، ما يعلمه أهل العلم والإيمان ممن سبـر هذه الدعوة , وشارك فيها , وناصر أهلها . 

فصارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله ، والإخلاص له , والبعد عن البدع والضلالات , ووسائل الشرك . واستمر مؤسس هذه البلاد المباركة الملك الإمام الصالح عبد العزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود في نصرة هذه الدعوة المباركة . فنفع الله به المسلمين , وجمع الله به الكلمة , ورفع به مقام الحق , ونصر به دينه وجاهد في الله حق جهاده , وأقام به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة , وإقامة العدل , ونصر الحق , ونشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ما لا يحصيه إلا الله عز وجل , ثم سار على ذلك أبناؤه الملوك البررة الكرام ( سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) رحمهم الله تعالى ، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله تعالى - في إقامة الحق , ونشر العدل والعلم والوسطية والاعتدال بين الأمم .

قال الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله- في ثناءه على الملك عبدالعزيز-رحمه الله- وعلى منهجه ودعوته وسيرته : وقد منَّ الله عليكم بإمام ولايته ولاية دينية، وقد بذل النصح لعامة رعيته من المسلمين، خصوصاً المتدينين، بالإحسان إليهم ونفعهم، وبناء مساجدهم وبثّ الدعاة فيهم، والإغضاء عن زلاتهم وجهالاتهم. ووجود هذا في آخر هذا الزمان، من أعظم ما أنعم الله به على أهل هذه الجزيرة، فيجب عليهم شكر هذه النعمة ومراعاتها، والقيام بنصرته والنصح له باطناً وظاهراً . أهــ

فالدولة السعودية منذ نشأتها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أخذت على عاتقها الالتزام بالمنهج الوسطي المعتدل ، والتمسك به وبنصوص الكتاب والسُّنة والتحاكم إليهما . 

قال العلامة ابن باز-رحمه الله- : وهذه العقيدة التي دعا إليها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هي عقيدة السلف , وهي عقيدة الدولة السعودية , وحقيقتها : التمسك بالكتاب والسُّنّة وما كان عليه سلف الأمة ، في العقيدة والأحكام ، حسبما دلّ عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد  ، وما درج عليه الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان . ويسميها بعض الناس : العقيدة الوهابية ، ويحسب أنها عقيدة جديدة ، تخالف الكتاب والسنة . وليس الأمر كذلك ، وإنما هي العقيدة التي درج عليها سلف الأمة ، ولكن الأعداء لقبوها بهذا اللقب تنفيراً منها ومن أهلها , وبعض الناس فعل ذلك جهلاً وتقليداً لغيره . فينبغي لطالب العلم ألا يغترّ بذلك ، وأن يعرف الحقيقة من كتبهم ، وما درجوا عليه ، لا من أقوال خصومهم ، ولا ممن يجهل عقيدتهم.أهـ

ولقد حرصت هذه الدولة المباركة على تطبيق هذا المنهج الوسطي علماً وعملاً ، دعوةً وتعليماً ، وتطبيقاً ومنهجاً ودستوراً ، من مؤسس هذه البلاد المباركة : الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل –رحمه الله-، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله تعالى . 

ولم يكن تمسك المملكة العربية السعودية بهذا المنهج الوسطي عن عاطفة مجردة أو لتحقيق هدف حزبي أو قبلي أو سياسي، بل عن عقيدة راسخة في قلوب الرجال متأصلة في نفوسهم ، بها يحيون وعليها يموتون ، يعلمون معنى هذه العقيدة السلفية ومنهجها البيّن الواضح الذي لا لبس فيه ولا إشكال ، لأنها هي عقيدة ومنهج النبي  وصحابته الكرام وسلف الأمة الأبرار . وفي ذلك يقول الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز الفيصل –رحمه الله- : ويعلم اللهُ أن التوحيد لم يملك علينا عظامَنا وأجسامَنا فحسب ، بل ملك علينا قلوبنا وجوارحنا ، ولم نتخذ التوحيد آله لقضاء مآرب شخصية أو لجرّ مغنم ، وإنما تمسكنا به عن عقيدة راسخة وإيمان قوي  .أهـ

ومع تمسكهم وعلمهم بهذا المنهج الوسطي الذي لا غلو فيه ولا جفاء ، ولا إفراط ولا تفريط ، ومع توفيق الله لهم بذلك ، فإنهم يحرصون على دعوة غيرهم لهذا المنهج ، والدفاع عنه ، وكشف الشبهات والافتراءات الموجة لهذا المنهج  . تتابع على ذلك الملك المؤسس وأبناؤه البررة . 

وفي الدعوة لهذا المنهج السلفي الوسطي المعتدل والعقيدة السلفية ، يقول الملك عبدالعزيز–رحمه الله - : يسمّوننا " بالوهابيين" ، ويسمون مذهبنا " الوهابي" ، باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأٌ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض . نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله  وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة ، كلُّهم محترمون في نظرنا . هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ، يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عزّ وجل ، خالصة من كلِّ شائبة منـزّهة من كلِّ بدعة ، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من مِحنٍ وأوصاب . إن المسلمين في خير ما داموا على كتاب الله وسنة رسوله  ، وما هم ببالغين سعادة الدارين إلا بكلمة التوحيد الخالصة . إننا لا نبغي " التجديد " الذي يفقدنا ديننا وعقيدتنا . إننا نبغي مرضاة الله تعالى ، وهو ناصرنا . فالمسلمون لا يعوزهم التجدد ، وإنما تعوزهم العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح. أهـ 

ويقول أيضاً –رحمه الله- : أنا أعمل جهد طاقتي في سبيل إعلاء كلمة الدين ، وإحلال عقيدة السلف الصالح في نفوس المسلمين والعرب،لذلك: أولاً: أنا مبشرٌ أدعو لدين الإسلام، ولنشره بين الأقوام. ثانياً: أنا داعية لعقيدة السلف الصالح ، وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بالكتاب ، وسنة رسوله ، وما جاء عن الخلفاء الراشدين ، وأفخر بأنني سلفي محمدي على ملة إبراهيم الخليل ، دستوري القرآن ، وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد  ، فإما حياة سعيد ، على ذلك ، وإما موتة سعيدة   .أهـ 

وتتابع على هذا المنهج السلفي ، والدعوة السلفية أبناءه البررة الملوك : سعود : وفيصل ، وخالد ، وفهد ، وعبدالله ، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة – . حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

يقول الملك سعود : إخواني أول ما أدعو نفسي ، وأدعوكم إليه هو إخلاص العبادة لله وحده ، دعوة إبراهيم ودعوة النبيين من بعده ، والدعوة التي جاء بها نبينا  ، تلك كلمة التوحيد " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " ، بها تميز الحقُّ من الباطل ، ومنها تميز الإيمان من الكفر ، وبها ارتفعت نفوسنا من مذلة الشرك ، وعلت على أن تخضع أو تذل لغير الله خالق السموات والأرض  . أهـ 

ويقول الملك فيصل –رحمه الله- : لقد أطلقوا على هذه الدعوة أسماء ونعوتاً مختلفة ، ويصفونها بالأحلاف ، ووصفوها بالسياسات الاستعمارية ، ووصفوها بالسياسة الرجعية ، ولذلك تقدمنا إليهم وطلبنا منهم أن يشاركونا في العمل في هذه الدعوة ، وأن يروا بأنفسهم إذا كانت هذه الدعوة موجهة إلى الاستعمار ، أو أن لها أغراضاً أخرى خلاف ما هو موجود في كتاب الله وسنة رسوله  ، فعليهم أن يحاربوها ويطرحوها . وإني أشهدكم –بعد الله- على أننا لا نريد في دعوتنا هذه إلا خير المسلمين في كل أقطار العالم ، ونحن نقول لإخواننا من المسلمين المعارضين لهذه الدعوة كما قال سبحانه وتعالى {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً}. وندعو إلى تحكيم القرآن والشريعة الإسلامية بصفته قانوناً أساسياً ودستوراً للمسلمين ،ومن يدعي أن تحكيم الشريعة الإسلامية سيكون عائقاً أو مؤثراً في تقدم الشعوب، أو البلاد فهو بين اثنين ، إما جاهل لا يفهم من الشريعة الإسلامية شيئاً ،أو أنه جاحد ومعاند  .أهـ 

 ويقول الملك خالد –رحمه الله- : إن أملنا أن يوجه كافة الناس وجوههم جهة القرآن الكريم ، إذ سيجدون فيه حلاً لمشاكلهم ، وعلاجاً لمتاعبهم ، وشفاءً من أمراضهم ، لتتحقق المساواة الكريمة والعدل الاجتماعي ، وتنتشر الطمأنينة والأمن فيما بين الناس ، ولنستمع جميعاً إلى قول الله تبارك وتعالى { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }{الأنعام 153}  .أهـ

وفي كلمة عظيمة تقرر ثبات هذه الدولة على هذا المنهج السلفي ، والتزامها به ، وتطبيقه في شؤون الدولة ، والحقائق التي يستند إليها ثبات الدولة على هذا المنهج ، يقول الملك فهد –رحمه الله تعالى - : قامت الدولة السعودية الأولى منذ أكثر  من قرنين ونصف على الإسلام ، حينما تعاهد على ذلك رجلان صالحان مصلحان هما : الإمام محمد بن سعود ، والشيخ محمد بن عبدالوهاب ، رحمهما الله . قامت هذه الدولة على منهج واضح في السياسة والحكم ، والدعوة والاجتماع ، هذا المنهاج هو : الإسلام ، عقيدة وشريعة . ولئن كانت العقيدة والشريعة هي الأصول الكلية التي نهضت عليها هذه الدولة ، فإن تطبيق هذه الأصول يتمثل في : التزام المنهج الإسلامي الصحيح ، في العقيدة والفقه والدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي القضاء ، وفي العلاقة بين الحاكم والمحكوم . ولقد استمر الأخذ بهذا المنهاج في المراحل التالية جميعاً ، حيث ثبت الحكّام المتعاقبون على شريعة الإسلام ، ويستند هذا الثبات المستمر على منهج الإسلام إلى ثلاث حقائق : الأولى : حقيقة أن أساس المنهج الإسلامي ثابت لا يخضع للتغيير والتبديل ، قال تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر آية (9). الثانية : حقيقة وجوب الثبات على المنهج ، قال تعالى { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } الجاثية آية (18). الثالثة : حقيقة وفاء حكّام هذه الدولة لإسلامهم في شتى الظروف والأحوال.أهـ

ولقد أكد الملك فهد –رحمه الله- على إقامة هذه الدولة على منهج الإسلام في الحكم والمجتمع .ويتلخص هذا المنهج في إقامة الدولة على ركائز وأصول عظيمة،حيث قال رحمه الله :حرص الملك عبدالعزيز على إنفاذ منهج الإسلام في الحكم والمجتمع،مهما كانت الصعوبات والتحديات ، ويتلخص هذا المنهج في إقامة المملكة العربية السعودية على الركائز التالية : 

أولاً : عقيدة التوحيد ، التي تجعل الناس يخلصون العبادة لله وحده لا شريك له ، ويتحررون من الخُرافة والوهم ، ويعيشون أعزة مكرمين . 

ثانياً : شريعة الإسلام ، التي تحفظ الحقوق والدماء ، وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وتضبط التعامل بين أفراد المجتمع ، وتصون الأمن العام . 

ثالثاً : حمل الدعوة الإسلامية ونشرها ، حيث إن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم وظائف الدولة الإسلامية وأهمها .

رابعاً : إيجاد بيئة عامة صحية صالحة ، مجردة من المنكرات والانحرافات ، تعين الناس على الاستقامة والصلاح ، وهذه المهمة منوطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 

هذه هي الأصول الكبرى التي قامت عليها المملكة العربية السعودية  .أهـ

وفي كلمة البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – عاهد الله ثم عاهد الشعب على التمسك بهذه الثوابت والأصول العظيمة التي ترتكز عليها الدولة ولا تحيد عنها قيد أنملة ، فقال : وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنّه مؤسس المملكة العربية السعودية جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه -، واتبعه من بعده أبناؤه الكرام – رحمهم الله- ، وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستوري والإسلام منهجي ، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق ، وإرساء العدل ، وخدمة المواطنين بلا تفرقة  .أهـ

بل أكد على التزام الدولة بالمنهج السلفي والتمسك به : صحاب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ، ولي العهد وزير الداخلية-  رحمه الله- ، حيث يقول : أما ما منّ الله به علينا من أمن فهذا لا شك أنه أولاً من الله سبحانه وتعالى ، ثم لتحكيم دستورنا الحقيقي الذي هو كتاب الله وسنة نبيه  ، والتمسك بهذا مهما كانت الظروف ، فنحن دولة سُّنّية سلفية ، نحافظ على ذلك بحكم قناعتنا الكاملة ، لأننا مطيعون لما أمر به سبحانه وتعالى في كتابه ورسوله  في سنته ، ولن ننتصر أبدا إلا بالتمسك بالكتاب والسّنة المطهرة  .أهـ

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله تعالى – في خطاب البيعة : سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز –رحمه الله – وأبناؤه من بعده رحمهم الله – ولن نحيد عنه أبداً ، ودستورنا هو كتاب الله وسنة نبيه  ،  وسنواصل في هذه البلاد التي اختارها الله تعالى منطلقاً لرسالته وقبلة للمسلمين في الأخذ في كل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا ، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال )). 

 فهذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية ، دولة قامت على الكتاب والسُّنّة ، وتفخر بتمسكها بهذا المنهج السلفي علماً وعملاً ، بل حمل الدعوة الإسلامية ونشرها في أصقاع الأرض ، حيث إن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم وظائف الدولة الإسلامية وأهمها ، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة . 

وبعد فإن هذه الدولة المباركة تؤكد مراراً وتكراراً على التزامها وتمسكها بهذا المنهج السلفي الوسطي بلا غلو ولاجفاء ولا إفراط ولا تفريط ، والأخذ بأسباب الرقي والتطور والازدهار والنماء جمعاً بين الأصالة والمعاصرة. واليوم نعيش في عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله تعالى – حيث يقود بلادنا المملكة العربية السعودية بالحكمة والحزم والعزم في ظل ظروف عصيبة يمر بها العالم أجمع مما يحتم علينا الوقوف صفاً واحداً متماسكاً خلف قيادتنا وولاة أمرنا ضد من يريد الإفساد والإضرار ببلادنا الغالية العزيزة ، والحمدلله الذي مكّن لولاة أمرنا الأماجد ورجال أمننا البواسل في القبض على الخلايا الاستخباراتية الخطيرة المجرمة الآثمة ، والتي تريد زعزعة الأمن والآمان في بد التوحيد والسنة والتواطأ مع جهات ومنظمات ودول تناصب العداء والمكر لبلادنا الالية العزيزة ، ولكن رد الله كيدهم وكشف الله عوارهم وهتك الله سترهم (( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )). ونستذكر في هذا الشأن مقولة الملك المؤسس الصالح عبدالعزيز -رحمه الله – عندما قال : ((جعلت مبدأي ألا أبدأ بالعدوان بل أصبر عليه وأطيل الصبر ، حتى إذا لم يبق للصبر مكان ضربت ضربتي وكانت القاضية )). 

فنسأل الله أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها وآمانها واستقرارها ، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، ملك الوفاء والحزم والعزم ، لكل خير وأن ينصر به دينه وكتابه وسنة نبيه  وعباده المؤمنين ، وأن يجعله مباركاً مسدداً في أقواله وأعماله، وأن يوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد وأن ينصر به دينه وكتابه وسنة نبيه  وعباده المؤمنين ، إنه سميع قريب .

وكتبه / د/ عبدالله بن محمد الصامل

وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتخطيط والتطوير والجودة

--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ