تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 الوطن يفرض انتصاراته على قوى الشر

 
د. عبدالرحمن بن سليمان النملة     عميد البرامج التحضيرية

​يأتي اليوم الوطني السابع والثمانون وكل لحظة تعكس قدرة المملكة العربية السعودية على مواجهة التحديات التي تزداد يوماً بعد يوم، فهذا الوطن يفرض نجاحاته وسيطرته في طريق اعتادته خطواته. وعلى كثرة التحديات التي امتلأ بها طريق النجاح؛ كانت هناك كثير من المقومات والمنح والخصوصية، وإن كانت التحديات والعقبات والمؤامرات يحيكها البشر وتُمليها السياسات، فإن المقومات والمنح يخصها الله فيمنحها لمن أراد ويمنعها عن من أراد، وأبدًا لن تخرج إرادة المخلوق عن إرادة الخالق.

فمنح الله جل شأنه المملكة مكانتها العظيمة وشرَّفها ببيته الحرام، وخصَّها بمسجد رسوله عليه الصلاة والسلام، فتبلورت هذه المكانة واقعاً حضارياً وثقافياً لا نظير له، فأضحت المملكة قلب العالم الإسلامي وقِبلته، ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومحل فخر ومصدر اعتزاز لكل مسلم على وجه الأرض. وأيضاً من نعم الله على المملكة أن منِّ الله عليها بقادة عظام ورجال أوفياء أيَّدهم بنصره، وأعزهم بعزته، قادةُ بالحق عُرفوا، وبالوطنية اتسموا، وضعوا مصالح وطنهم نصب أعينهم، وقادوا سفينته وسط الأمواج والمنزلقات، غير عابئين بالتحديات والمؤامرات، فقادوا مسيرة الوطن بكل كفاءة واقتدار، ليسطِّروا أمجاده، ويكتبوا تاريخه بحروف من نور، فقادة الدول وشعوبها هم الثروات الحقيقية للأوطان العظيمة.

ويوماً بعد يوم يتغلب هذا الوطن العظيم على تحدياته ويؤكد دوماً أنه أكبر من أن ينزلق إلى المهاترات، وليس أدل على ذلك من التحديات والتهديدات التي واجهت المملكة في موسم الحج 1438هـ، ومحاولات بعض الدول تسييس الحج وافتعال الأزمات، لكن منظومة الإدارة لموسم الحج تجاوزت هذه التهديدات بخطط أمنية على مستوى رفيع، وهو ما أسفر بفضل الله عن نجاح موسم الحج.

على جانب آخر ثمة نوع مختلف من التحديات يتمثل في تحدي التنمية ورفع درجة وتيرة الأداء خاصة مع تحول كثير من مؤسسات الدولة إلى درجة متقدمة من المؤسسية بتسارع منضبط مع امتداد خريطة التنمية في البلاد وتفرعها في أكثر من اتجاه، ولعل هذا يفرض أيضا عبئاً داخلياً يتطلب تضافر العديد من الجهود للمساهمة في مسارات هذه التنمية وتسريع وتيرتها.

وأياً كانت التحديات خارجية كانت أو داخلية فالوطن قادر على مواجهتها والتغلب عليها بحكمة قادته وسواعد أبنائه، لكن الأمر يتطلب الالتفاف حول الوطن والاصطفاف خلف أولي الأمر، وعدم الانجراف وراء محاولات التشويه والاشاعات المغرضة التي تحيكها قوى الشر ومنافقي العصر للنيل من سلامة واستقرار هذه البلاد، وهذا التربص وتلك النوايا السيئة تفرض علينا تضافر كل الجهود في الدولة؛ مواطنين ومؤسسات، مدنيين وعسكريين أن نكون على قلب رجل واحد تجاه ما يهدد أمننا، ووحدة مجتمعنا ومستقبل أبنائنا.

إن ما يثلج الصدر أن المواطن العادي، استشعر حجم هذا التحدي بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ولعل الاحتفاء الذي تبادله جمهور مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بنجاح موسم الحج ما يعكس هذا الإدراك وهذه القناعة، فقد انبرى جمهور التواصل الاجتماعي في اعتزازهم بقيادتهم وشرف خدمة الحرمين، وأنه بفضل الله استطاع قادة البلاد وأولي أمرها تغييب الشر عن موسم الحج، وإحباط كل المحاولات الخبيثة لتعكير صفوه، فلم تنل من الأكف الضارعة براثن الشر وخفافيش الظلام. 

لقد قدمت قيادة المملكة الأنموذج الفذ والمثال الراسخ في إدارة الحكم وتسيير سفينة الوطن في بحر متلاطم الأمواج يعج بالتحديات والعقبات والمؤامرات، والخروج بأفضل صورة، ليصنعوا من هذه التحديات طريقا ممهدًا نحو النجاح، ويكونوا بذلك أهم عناصر قوة الدولة .. وهنا فقط يمكن قراءة الفارق بين الدول العظيمة الباقية، والدول الهشة المتبخرة.

حفظ الله الوطن وأدام أمنه.


د. عبدالرحمن بن سليمان النملة

   عميد البرامج التحضيرية


--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ